قال رئيس الجمعية الجزائرية للطب الشرعي، مجيد بن ساحة، إن مصلحة الطب الشرعي لمستشفى مصطفى باشا في العاصمة الذي يعمل بها، أحصت بين سنتي 2000 و2003 ما مجموعه 1097 عملية تشريح، منها 186 حالة انتحار، في حين أجريت 916 عملية تشريح ما بين سنتي 2004 و 2007 من بينها 105 حالات انتحار. وأوضح الدكتور بن ساحة أن 65.5 بالمائة من المنتحرين عزاب و 69.42 بالمائة منهم ذكور، وأن 58.3 بالمائة منهم تقل أعمارهم عن 30 سنة، مضيفا أن طرق الانتحار تتمثل في السقوط من مكان مرتفع والشنق والتسمم. كما تطرق المتحدث خلال اللقاء الذي نشطه مختصون لإبراز أسباب وانعكاسات انتشار ظاهرة الانتحار على المجتمع الجزائري إلى الجوانب الطبية - الشرعية للانتحار، مسجلا "نقص" في التكفل بضحايا العنف. وتأسف الدكتور لعدم تشريح الجثة بصفة تلقائية عندما يتعلق الأمر بحالات الموت العنيف على مستوى مصالح الطب الشرعي للمستشفيات، مما قد يؤدي إلى التستر على الانتحار واعتباره موتا جراء حادث". وقدم المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمته مؤسسة محفوظ بوسبسي توضيحات حول ظاهرة الانتحار من حيث الجانب العلمي والاجتماعي، استنادا إلى تعريفات ونظريات لقدامى الأطباء مؤسسي طب الأمراض العقلية. وبخصوص ظاهرة الانتحار في المجتمع الجزائري ذكر المشاركون بعض العراقيل التي يواجهها الباحثون الجامعيون، والتي تمنعهم من إحراز تقدم في دراساتهم وأطروحاتهم في علم الاجتماع منها نقص المعطيات الوبائية و العلمية في هذا المجال. وفي تدخله تطرق، معمر أوشيش، مختص في الأمراض العقلية إلى آثار وانعكاسات الانتحار في الوسط العائلي والاجتماعي للمنتحر مؤكدا أن هذه الظاهرة تسجل سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية. وبعد أن ذكر بأن الانتحار "هو تعبير عن يأس المنتحرالذي عادة ما يجد نفسه في حالة إحباط وقلق وكآبة"، وأوضح الدكتور أوشيش أن "السبب الرئيسي" للانتحار يعود إلى شعور المنتحر بعدم الاندماج الاجتماعي. ومن جهة أخرى عرضت دليلة زواد، مختصة في طب الأمراض العقلية بالأمن الوطني، أبرز محاور الإستراتيجية الشاملة للمديرية العامة للأمن الوطني للوقاية من ظاهرة الانتحار التي يتمثل هدفها الرئيسي في تحسين ظروف العمل لحماية الصحة العقلية للعمال.