مراد مدلسي متحدثا للشروق في بيروت أكد وزير خارجية الجزائر، السيد مراد مدلسي في لقاء مع "الشروق اليومي" في بيروت أن الجزائر كانت من بين الأعضاء الفاعلين في اللجنة الوزارية العربية التي نجحت في إقناع الفرقاء اللبنانيين لتجاوز خلافاتهم والجلوس إلى طاولة الحوار. * إنجاز كبير وقعته اللجنة الوزارية العربية التي أنتم عضو فيها بإنهاء الأزمة الأمنية والسياسية في لبنان، كيف توصلتم إلى إقناع الجميع بقرارات مصيرية ظلت معلقة لأشهر على غرار اختيار رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية؟ **بحمد الله توصلنا بعد نقاش طويل إلى الوفاق بين الفرقاء اللبنانيين، حيث كان النقاش في أغلب الأحيان إيجابيا، وقد تمكنا من إقناع كل الفرقاء بالرجوع إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل 5 ماي من خلال تطبيع الجوانب الحياتية للبنانيين، وكما لاحظتم فإن مظاهر العصيان المدني وإغلاق الطرقات وبعض المظاهر المسلحة كلها تم إنهاؤها فور إعلان الاتفاق المتوصل إليه. والذي تحقق ما هو إلا مرحلة أولى تليها جلسات الحوار في الدوحة، ما فعلناه في بيروت كان بمثابة الأرضية التي سيبني عليها اللبنانيون المراحل المقبلة من الحوار. لقد لاحظنا أن كل الأطراف اللبنانية، أظهرت إرادة قوية لتجاوز الأزمة التي يعيشونها، حيث كسروا الحاجز النفسي ووافقوا على عديد من القرارات المستعجلة للخروج من الأزمة والتي على رأسها انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبذلك تعطى إشارة الانطلاق لحوار وطني لبناني عميق، الهدف منه الوصول إلى مؤسسات دستورية مستقرة، بمشاركة كل ألوان الطيف اللبناني. * سمعنا أنه كانت هناك اعتراضات من أطراف لبنانية، على بعض مقترحات اللجنة العربية، كيف تعاملتم مع هذه الاعتراضات، وهل كان للجزائر مقترحات لحل هذه الإشكالات؟ **الجزائر كانت من بين الأعضاء الفاعلين في اللجنة وكنا منسجمين كل الانسجام، حيث تم تحضير العمل بصفة جيدة وهذا قبل الشروع في الجلسات، وقد ظهر توافق كبير بين أعضاء اللجنة الوزارية، كما أخذنا بعين الاعتبار كل الاعتراضات والاقتراحات التي تقدمت بها الأطراف اللبنانية، حتى أن الوثيقة التي خلصنا إليها اليوم تعتبر قاسما مشتركا بين الفرقاء اللبنانيين، وهذا هو الانجاز الذي حققته الجامعة العربية.