تقود الجزائر، عبر سفيرها ببيروت السيد ابراهيم بن عودة منذ الخميس الماضي، مهمة دبلوماسية دقيقة لإقناع فرقاء الأزمة اللبنانية بالإسراع في التجاوب مع الخطة العربية التي تم التوافق عليها في قمة وزارء الخارجية العرب الأخيرة، في الوقت الذي كشفت مصادر دبلوماسية بالقاهرة عن "دور محوري لعبته الدبلوماسية الجزائرية في تقريب وجهات النظر وكذا ترتيب اللقاء الذي جرى بين وزيري الخارجيتين السعودي والسوري، سعود الفيصل ووليد المعلم". وقبل اللقاء الذي جمع بين الفيصل والمعلم في منزل عمرو موسى، عقد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي لقاء استباقيا مع أمين عام الجامعة العربية تم فيه تحضير أجواء اللقاء الحاسم بين وزيري الخارجيتين السعودية والسورية، وفي بيروت شرع السفير ابراهيم بن عودة في عقد لقاءات مع فرقاء الأزمة اللبنانية، حيث التقى الجمعة الماضية، الرئيس اللبناني الأسبق رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل، الذي عبر له عن دعم قوي مجموعة 14 آذار ( مارس) للمبادرة العربية لحل الأزمة في لبنان. وعلمت "الشروق اليومي" من مصادر جزائرية بالقاهرة أن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير بالقاهرة تركوا للأمين العام عمرو موسى حرية اختيار الدولة العربية التي يرى أنها ستساعده في مهمته بلبنان، ويبدو أن الاختيار وقع بشكل أساسي على الجزائر، حيث يقوم السفير بن عودة بالمهمة، وهو يستفيد في ذلك من رصيد الجزائر الدبلوماسي للوصول إلى اتفاق الطائف. وفيما يواصل السفير الجزائري مهمة التحادث مع باقي الخصوم السياسيين، غادر عمرو موسى أمس، بيروت بعد مهمة دامت أربعة أيام قالت مراجع إعلامية إنه اصطدم فيها ب"عراقيل مصطنعة"، على أمل العودة يوم التاسع عشر من الشهر الجاري، لاستكمال المهمة تحسبا لاجتماع المجلس النيابي اللبناني الذي سينعقد يوم 21 جانفي، وسيخصص للمرة ال 13 لاختيار رئيس جديد للبلاد. وفي سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية متابعة لملف الوساطة العربية بين الإخوة الفرقاء في لبنان ل "الشروق اليومي" إن "لقاء قريبا سيعقد بين ميشال عون وسعد الحريري بعد خلاف بسيط حول مكان عقد اللقاء وهل يكون ثنائيا أم يكون موسعا". وحسب مصادر "الشروق اليومي"، فإن "هناك توافقا بين الفرقاء اللبنانيين على نقطة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد وكذلك على نقطة إصدار قانون انتخابات جديد، فيما لايزال النقاش مستمرا على تفاصيل تشكيل الحكومة، وتحديدا منح رئيس الجمهورية سلطة اختيار 6 وزراء وسلطة أن يكون صوته ترجيحيا لأي قرار تتخذه الحكومة". رمضان بلعمري