أحبطت الوحدة البحرية العائمة رقم 355، التابعة لقيادة الواجهة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، ليلة أمس ثالث رحلة هجرة غير شرعية خلال الأسبوع الجاري. * * * "القافلة" الجديدة من مرشحي الحرڤة، تضم بحسب رئيس المحطة البحرية زايدي عبد العزيز، 23 شابا تتراوح أعمارهم مابين 17 و33 سنة، ينحدر 16 منهم من مدينة عنابة، أما البقية فيتوزعون كالآتي: قسنطينيان، عاصميان وطارفيان وواحد من ولاية باتنة، وهي النقطة الجديدة في الملف، على اعتبار أن رحلات الهجرة غير الشرعية، انطلاقا من عنابة نحو الجزر الايطالية، لم يسبق لها وأن سجلت "شاوي"، وقد أوقف المعنيون في حدود الساعة الثالثة صباحا، على بعد حوالي ميلين بحريين شمال منطقة رأس الحمراء بسواحل عنابة، بعد أن كانوا قد أقلعوا في حدود الساعة 11 ليلا، انطلاقا من شاطئ جوانوفيل، على متن قارب خشبي من صنع تقليدي مزود بمحرك، قاموا برميه في عرض البحر حتى لا تحجزه عناصر البحرية، علما أنهم سددوا مبالغ مالية تتراوح مابين 3 و8 ملايين سنتيم كحقوق الرحلة، وقد تم تحويلهم كالعادة على مقر المجموعة، حيث حررت في حقهم محاضر سماع من قبل الضبطية القضائية، ليحولوا بموجبها على السيد وكيل الجمهورية الذي أصدر في حقهم استدعاءات مباشرة للمثول أمام المحكمة، بتهمة محاولة مغادرة التراب الوطني دون رخصة، في حين أمر بإيداع 3 منهم رهن الحبس المؤقت واحد منهم بتهمة إعادة الهجرة غير الشرعية فيما تتعلق الحالة الثانية بسائق القارب والثالث بتهمة إهانة واعتراض عمل أعوان البحرية، كما نجحت نهار أمس عناصر البحرية بالواجهة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، من إنقاذ 31 مهاجرا غير شرعي من الموت المحقق، بعد أن عثر عليهم على بعد حوالي 45 ميلا بحريا شمال عنابة، على مشارف السواحل الايطالية في وضعية مزرية جراء تعرض قاربهم إلى عطب أدى إلى ارتطامه بالأمواج التي كادت أن تعبث بأرواحهم لولا التدخل الناجح لأعوان البحرية، وذلك بعد أن وردت إليها معلومات مفادها وجود مجموعة أخرى من المهاجرين غير الشرعيين انطلقت من شاطئ سيدي سالم بالبوني، على متن قارب كبير الحجم، إلا أنه لم يستطع تحمل التعداد الكبير المتمثل في 31 شخصا، المنحدر 18 منهم من سكيكدة و10 من عنابة. أما الثلاثة الباقون فينحدرون من ولاية الطارف. * وقد تم تحويل المعنيين في وضعية صحية حرجة إلى مقر المجموعة التي أخضعتهم لفحوصات طبية مركزة، ويذكر أن مجموعة أخرى من المهاجرين غير الشرعيين قد فرت من المطاردة البحرية وتمكنت من الإفلات والعودة نحو شاطئ فيفي بأعالي عنابة. وتجدر الإشارة إلى أن بداية هذا الأسبوع قد تم توقيف 127 مهاجر غير شرعي، بكل من سواحل شرق وغرب البلاد، مع الإشارة أيضا إلى أن ذلك يحدث موازاة مع تواجد نواب من الغرفة السفلى للبرلمان الجزائري، بنابولي الايطالية لمناقشة عدة قضايا تتعلق أساسا بملف الهجرة غير الشرعية، والأمن البحري والتعاون الاقتصادي بين الجانبين الايطالي والجزائري، وينتظر أن تسفر المباحثات التي تجرى على هامش اجتماع قمة الثمانية على نتائج مرضية بشأن هذه القضية التي لا تزال تسيل الكثير من الحبر، مخلفة مئات الضحايا.