إخلاص واسطي أيقظتها زميلتها صباح الأربعاء وزفت لها خبر النجاح من جريدة "الشروق" كانت متيقنة تماما من فوزها بشهادة البكالوريا لأن النجاح ظل عنوانا لمسارها الدراسي والحياتي، والاجتهاد كان دوما سابقا لاسمها الشخصي. * * لكن النابغة "واسطي إخلاص" من وهران التي توجه عملها وجهدها ودعم والديها وأساتذتها لها أميرة على كل نجباء الجزائر في دورة 2009، لم تتوقع مثل عائلتها مفاجأة انتزاعها أعلى معدل وطني بين المتفوقين ب 17.68. "الشروق اليومي" زارت بيتها العائلي في فيلا تقع بمحاذاة مشتلة بئر الجير ووجدت الطفلة النابغة صاحبة 17 ربيعا محاطة بجيرانها ليباركوا ويهنئوا على ما زفته إليهم "الشروق" من أحلى خبر استفاقوا عليه صباحا... * وجدناها هادئة من طبع النجباء عادة، لم تفارق البسمات وجهها الطفولي البريء، "إخلاص واسطي" صاحبة أعلى معدل وطني في دورة بكالوريا جوان 2009 كان من حقها أن تسبق كافة المترشحين معها عبر القطر الوطني ويعلن لها وحدها أول أمس عن النتيجة، كيف لا وقد سبقتهم جميعهم في حصد المرتبة الأولى في تقدير الشهادة، إنها من مواليد 19 أفريل 1992، مسيردية الأصل وحاليا تعيش في وهران، لكنها نشأت وترعرعت في الخليج العربي بحكم تنقل العائلة للعيش هناك وعمرها لم يكن يتجاوز آنذاك أربع سنوات بسبب طبيعة عمل والدها السيد "محمد" مهندس في البترول، والدتها صاحبة الفضل الكبير كما تقول أستاذة طور ثانوي كانت تدرس مادة العلوم الاقتصادية قبل أن تستقيل من الوظيفة للحاق بزوجها والإقامة بدولة الإمارات سنة 1996، إخلاص تمثل البنت الوسطى بين أختها "زهرة" التي تدرس حاليا في كلية الطب بجامعة وهران و"نور الهدى" آخر العنقود، وكلهن نجيبات لا يقبلن بمعدلات أقل من درجة "ممتاز" ويسعين لها سعيها. * بداية المشوار الدراسي ل "إخلاص" كانت وهي في السن الخامسة من عمرها في مدرسة خاصة تسمى مدرسة "النور الابتدائية" بمدينة الرويس بأبو ظبي الإماراتية، ودرست بها 6 سنوات رفقة زميلات من جنسيات عربية مختلفة، لتنتقل بعدها إلى الطور الإعدادي الذي يمثل عندنا الطور المتوسط، قضّت عامين فيه داخل المدرسة الحكومية العليا للبنات، قبل أن تحول للدراسة في عامها الثالث نحو مدرسة تونسية خاصة نتيجة تنقل عمل الأب إلى دولة قطر، وفي نفس المؤسسة التي من طبيعة نظام التعليم عندها تمديد الدراسة إلى غاية الطور الثانوي، واصلت "إخلاص تعليمها مدة عام في التعليم الثانوي، وتؤكد النابغة أن نتائجها في كل المراحل لم تبرح الرتبة الأولى وبامتياز، لكن توضح والدتها رحيمة أن حصول ابنتها البكر على البكالوريا في قطر بنسبة 96 % أجبر العائلة على العودة للجزائر بسبب أن اختيارها لدراسة العلوم الطبية اقتضى ذلك بحكم أن أقرب كلية بقطر يحتم عليها التغرب عن عائلتها سواء إلى الشارقة أو إمارة عجمان، وهو ما لم يقبل به الوالدان، لتكون العودة مصدر اضطراب بالنسبة لدراسة "إخلاص" التي تؤكد أنها وجدت صعوبة كبيرة عند التحاقها للدراسة بثانوية حمو بوتليليس بوهران بسبب اختلافات البرامج التعليمية، لاسيما أنها لم تدرس رسميا اللغة الفرنسية، حيث اللغة الثانية في دول الخليج هي الإنجليزية، كما أكدت بفضل تركيزها على الدراسة دون شيء آخر على تحصيل أعلى المعدلات في الرياضيات والفيزياء أيضا، كما يشير خالها الذي التقيناه ضمن المهنئين إلى أن نجاح ابنة أخته الباهر لا ينسب إطلاقا لإصلاحات بن بوزيد.. . * هواية إخلاص السباحة ومطالعة القصص البوليسية وتتمنى الالتحاق كأختها في كلية الطب، كما تؤكد أن نجاحها هذا فرحة ما بعدها فرحة أهدتها لوالديها وأساتذتها ومديرها بثانوية حمو بوتليليس بوهران.