التركيب الديمغرافي في المناطق الشمالية من العراق اصبح بمثابة قنابل موقوتة..بعد ان وجدت الأحزاب الكردية الانفصالية فرصتها في إرساء الأمر الواقع المدعوم من قبل الاحتلال الأمريكي والذي يتجه نحو تكريس الانشقاق والفوضى داخل الشعب والجغرافيا .. * وانتفخت اوداج الانفصاليين وتطاولوا على التاريخ والجغرافيا واعتدوا على اخوانهم العرب قتلا وتهجيرا تحت سمع ومباركة الجيوش الامريكية..لكن مشكلة الاكراد الاننفصاليين انهم لايقراون السياسة ولايفهمون ان الامور اكثر تعقيدا مما يتوقعون..لقد ظن الاكراد الانفصاليون ان المشكلة كانت مع صدام حسين كما يظن الكويتيون تماما..لكنهم جميعا يفاجأون بأن كل العراقيين حتى الذي جاءوا على ظهر الددبابات الامريكية لا يتنازلون عن الطويت كجزء من العراق كما صرحوا بذلك في جلسة برلمانية في بغداد مؤخرا..وان لاامكانية لترك كردستان العراق هكذا الى الابد ولايسمح بشكل من الاشكال لتفردها بعيدا عن العاصمة بغداد..هذه مسائل عراقية صميمة سواء كان صدام في الحكم او سواه..كالموقف من القضية الفلسطينية حيث الانحياز الكامل مع فلسطين بغض النظر عن لون الحكم القائم في العراق..ههذه هي طبيعة الجغرافيا وما تنتخبه للناس من مهمات..فبغداد لاتخلع ثيابها لمجرد ان اجتاحها تتار او صليبون..بغداد تترع بدمها تلون دجلة لكن ثوابتها التي جبلت بها لا تنازل عنها .. يتساوى في ذلك اليساري واليميني الاسلامي والقومي السني والشيعي.. * كان على الاكراد ان ينتبهوا لهذه المسالة الحساسة ويمنحوا ديكتاتورية المكان فرصتها فيعملوا جاهدين من اجل اقامة حياة مواطنة ايجابية مع اخوانهم العرب بعيدا عن الاستماع لنصائح الامريكان الجهلة الذين لايفقهون قيلا..الا ان لون الدهب الاسود ادار عيونهم في ماقيها وزاغت الابصار وهي ترى تدفق البترول .. فاراد الانفصاليون التملص من الاتفاقات ومن طبيعة العلاقة بالمركز..فاصبحت الامور على وشك الحرب الرهيبة كما صرح بذلك مسعود برازاني ونيجير فان برازاني في مقابلتين منفصلتين مؤخرا حيث اعتبرا ان انه لولا وجود الجيش الامريكي في شمال العراق لكان القتال قد اندلع في اكثر المناطق سخونة.. * العراق برغم كل مالحق به يتعافى ويحاول الخروج من انكساره..وسيصل العراقيون قريبا الى وضعية استقلال تنهي حقبة امريكا في المنطقة كمحتل وكمتغطرس..ونحن نعرف ان اياما قليلة بعد انسحاب الأمريكان تكفي لكي يأخذ الجيش العراقي دوره في انقلاب ينهي الاوضاع المختلة ويعيد قوى ويقدم قوى لتشكيل حالة جديدة تماما. * لن يتوقف الاكراد الانفصاليون عن محاولاتهم الاستفزازية بتصدير البترول بدون موافقة بغداد مدعومين من الأمريكان والإسرائيليين ..اما العراقيين العرب فلن يقبلوا بتقسيم العراق..ثم ان المنطقة لاتقبل بتقسيم قومي للاوطان فلا تركيا ولا ايران تسمح لهم بذلك..فالى متى تظل امريكا في المنطقة!!؟؟