شهد تراب الجانب الفلسطيني لمعبر رفح سجود مئات الشخصيات العربية والدولية وهي تعبر إلى قطاع غزة..كان لسان حال كل منهم إنني جئتكم هنا يامن لم تخشون الموت الرهيب ..يامن واجهتم صواريخ امريا وقنابلها المحرمة دوليا..جئنا إليكم وأنتم المحاصرون من قبل الجميع ..الجميع أجل الجميع..وبمجرد ان يلتقي الفلسطينيون المدمون والمنهكون بوفد من الزوار العرب والاجانب تتهلل وجوههم ويبكون فرحا بمؤازرة العالم لهم..هنا سجد قالوي وهنا سجد رؤساء الوفود الطبية السورية والمصرية والجزائرية والاردنية والقطرية والامارتية..هنا عفر فرنسيون وانجليز وامريكان وجوههم بتراب رفح فلسطين. * وأخيرا كانت رحلة الفنان العربي السوري الكبير دريد لحام الذي طالما دافع عن الوحدة والكرامة والمقاومة وقيم العروبة..أخيرا حل دريد لحام وزوجه بغزة بعد تعطيل غير مفهوم استمر أسبوعا كاملا..فانطلقت كلمات الفنان العربي والدموع تبلل وجنتيه: (إنني فرح وفخور إنني أطأ الارض المقدسة وأعتبر نفسي قد أديت فريضة الحج بزيارتي لفلسطين لأن سماءها مطرزة بدماء الشهداء". أتيت إلى غزة لأزورها محاصرة فلما دخلت غزة والتقيت بأهلها، اتضح لي ان غزة ليست محاصرة غزة حرة غزة عزيزة"، مضيفا : "لم آت الى غزة لأتضامن معكم بل لأطلب منكم أنتم أن تتضامنوا معنا جئنا لنستمد منكم القوة والعزم". عشت 75 عاما وكانت حياة ليست جميلة لأننا عشناها حروبا عربية وكلها هزائم، لكن بعد انتصار المقاومة في لبنان وغزة إنني الآن أحببت الحياة في عزة وكرامة". * ان هذا باختصار يعني أن الاحرار في العالم من جبلة واحدة بغض النظر عن ألوانهم وأديانهم وطبقاتهم..فجيري أدمز وجالوي تماما كما شافيز والاحرار العرب الذين هبوا لنصرة غزة وجاؤوا جميعا مزودين بدموعهم وأمنياتهم باستمرار صمود غزة لتبقى شعلة الحرية متقدة وأقوى من بطش العنصريين وعدوانهم.. وأن الاحرار بممارستهم هذه إنما يكرسون خطأ سيجد اتساعا وتعمقا بين الشعوب في مواجهة الاشرار الدوليين وعلى رأسهم الادارات الامريكية التي تمعن في إهانة أمتنا وقياداتنا السياسية والفكرية. * ان طائرات إسرائيل العسكرية لا تتوقف عن التحليق في سماء غزة وكأنها تريد أن تذكرني فيما أنا أكتب مقالي اليومي ان كل هذا التعاطف والتساند المعنوي لن يفيد بشيء..فلا تذهبن بك الظنون بعيدا ..ان اسرائيل بتوسعها الاستيطاني وبحملات الاعتقالات المنظمة ضد شباب المقاومة في الضفة الغربية حيث لا حامي ولا مدافع ان كل هذا مضافا إليه استمرار الحصار على غزة يقف تحديا بالغ الخطورة أمام كل المتعاطفين مع فلسطين وما أكثرهم..فمتى يتحول التعاطف الى قوة ضغط اقليمية ودولية لإرغام إسرائيل على التوقف عن عدوانها.