تقوم قوات الجيش، مدعمة بأفراد الدرك والشرطة والحرس البلدي، منذ منتصف الأسبوع الجاري، بعملية تمشيط واسعة بالمناطق الغابية والجبلية بولاية تيسمسيلت، وقد امتدت في أيامها الأولى، إلى غاية الشلف، عين الدفلى، المدية، وهي المعاقل الرئيسية للتنظيم المسمى "الجماعة السنية للدعوة والقتال"، تحت قيادة المدعو لسلوس المدني، المكنى "عاصم" خليفة عبد القادر صوان. وقد سخرت لهذه العملية العسكرية، وسائل بشرية ومادية معتبرة، حيث تندرج، برأي مراقبين، في إطار المخطط الذي أصبحت تعتمده قيادة الجيش بتوسيع خريطة عملياتها وعدم التركيز على معاقل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، سابقا التي حولت تسميتها إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بل تتم ملاحقة الجماعات الإرهابية الخارجة هيكليا عن تنظيم درودكال. ويشرف على العملية بمنطقة الغرب الجزائري، قائد الناحية العسكرية الثانية، وبالوسط قائد الناحية العسكرية الأولى، وقد عكف قادة النواحي العسكرية على المتابعة الميدانية للعمليات العسكرية منذ اجتماع المجلس الأعلى للأمن بعد التفجيرين الإنتحاريين بالعاصمة في 11 أفريل الماضي، قبل أن يتم رفع وتيرة العمليات بعد اعتداءي 11 ديسمبر الماضي، بتوجيهات من رئيس الجمهورية، لتحقيق نتائج فعالة في مجال مكافحة الإرهاب وإحباط مخططات "القاعدة". واعتمدت قيادة الجيش عمليات تمشيط متسلسلة، ومتزامنة لمنع زحف الجماعات المحاصرة بتطويق المناطق القريبة من الحصار لإحباط أية محاولة تسلل وخرق الطوق الأمني. وقالت مصادر أمنية قريبة من العملية العسكرية ل "الشروق اليومي"، إن عملية التمشيط تأتي على خلفية تفكيك شبكة دعم وإسناد تضم رعاة بثنية الحد، يكونون قد كشفوا عن تحركات إرهابية بهذه المناطق، لتباشر قوات الأمن بداية الأسبوع الجاري، عملية تمشيط للمناطق الجبلية والمعزولة، وصفتها أوساط متابعة ب"الهامة"، بالنظر للأسلحة المستعملة، إضافة إلى القصف المتواصل بواسطة مروحية تترصد أي تحركات مشبوهة، وإن سجلت مصادر قريبة من العملية، تقدم زحف قوات الجيش بعد فك المسالك الوعرة، ولم تتسرب أية معلومات بشأن الحصيلة الأولية للعملية التي لاتزال متواصلة. وقالت ذات المصادر إن الهدف من العملية هو قطع الطريق عن العناصر الإرهابية للتنقل والمرور من الوسط إلى غرب البلاد، حيث استهدفت عدة مناطق جبلية وأحراشا كانت تشكل القاعدة الخلفية للإرهاب، في كل من ولايات المدية وتيسمسيلت وعين الدفلى. وتتحدث المعلومات المتوفرة لدى "الشروق"، في سياق متصل، عن عمل خاص تقوم به قيادة الجيش مؤخرا، يقضي بتأهيل المناطق الجبلية المهجورة والمعزولة بعد أن تحولت إلى منطقة عبور نشطاء الجماعات الإرهابية، ويهدف هذا المخطط إلى قطع الطريق أمام الإرهابيين. نائلة. ب