أحد "الحراقة" الناجين من مأساة "الجمعة الأسود" بعنابة/ تصوير: مكتب عنابة الشروق تنشر صورا مرعبة للجرحى وتنقل تصريحات أليمة إلى غاية زوال نهار الأحد، لازال الشارع بمدينة عنابة يترقب الجديد عن ما أصبح يسمى (بالجمعة الأسود)، وسط استياء كبير وسوسبانس محيّر، عن النتائج التي آلت إليها الحادثة المأساوية (بغض النظر عن المتسبّب فيها).و * * فيما تقول مصادر إستشفائية، بأن جلّ الجرحى قد تماثلوا للشفاء ولم يبق إلا واحد منهم يخضع للعناية المركزة، بعد أن خضع خمسة منهم لعمليات جراحية، إثر الكسور والرضوض التي تعرّضوا لها، نافية وجود حالة وفاة ثالثة لأحد الجرحى، الذين كانوا على متن القارب الذي كان يضم 23 شابا، بمن فيهم الضحيتان إكرام حمزة وزعيوة إسلام، فيما تمكنت الشروق اليومي، من تسريب صور مرعبة للغاية، لحراڤة تعرضوا لتشوهات خلقية وحروقات كادت تمحي معالم نور الحياة بوجوههم على غرار الضحية (شيريروعبد الحق) من حي واد القبة بعنابة (وسدراتي حمزة) من بلدية الحجار بنفس الولاية اللذان سردا للشروق نفس الرواية، التي كان قد أدلى بها الناجي (هبير مجيد) في عدد نهار أمس، وهي الشهادة التي لاقت ردود أفعال متباينة من آلاف القرّاء من مختلف دول العالم، الذين تواصلوا عبر موقع الشروق اليومي الإلكتروني، ودعا المعنيون العائلات المتضرّرة إلى فتح تحقيق معمّق في الموضوع، ملتمسين من رئيس الجمهورية التدخل العاجل، لإيجاد مخرج لهذه الأزمة، وهدّدت العائلات التي واصلت اعتصامها أمام محكمة عنابة، بقلب ساحة الكور، إلى غاية ليلة أمس الأول، وصبيحة أمس إلى حركة إحتجاجية ومسيرة غاضبة، تجوب كامل أرجاء الولاية، وطالبوا بالفصل في القضية بصفة عاجلة. * ويحدث هذا في الوقت الذي تواصل فيه عناصر البحرية الجزائرية التابعة للقيادة الجهوية بعنابة، تحريات موسعة وعمليات بحث مكثفة عن جثة الضحية الثاني (زعيوة إسلام) المنحدر من منطقة عين البنيان بالعاصمة الذي لايزال عالقا بعرض البحر، في حين تبقى هذه المأساة، تصنع الحدث المحلي بشوارع عنابة، والحدث الوطني عند غالبية المواطنين المسؤولين باعتبارها سابقة قد تكون عبرة لكل من يفكر في خوض مغامرة الهجرة غير الشرعية مستقبلا.