في وقت متأخر من ليلة الإثنين إلى الثلاثاء الماضي، أمر قاضي التحقيق لدى محكمة سكيكدة، بإيداع سفاح سكيكدة المفترض (ب. ب. عاشور، 44 سنة)، أب لثلاثة أطفال والمعروف باسم (الدوبلة) الحبس المؤقت في انتظار استكمال مجريات التحقيق للتأكد من المعلومات التي أدلى بها (الدوبلة) لمصالح الشرطة القضائية. * * * * * ليلة القبض على (الدوبلة) * قبل نحو شهر، أبلغت عائلة (عاشور) مصالح الشرطة القضائية، بنبأ اختفاء (الدوبلة)، حيث لم يعد إلى المنزل منذ مدة بعد ما غادره في الصباح كعادته، متوجها إلى حقول البرتقال والإجاص التي يديرها بصيغة الإيجار بكل من طريق بيسي المؤدي إلى عزابة وبالحدائق بسكيكدة. * الشرطة أخذت البلاغ محمل الجد كونه يعد البلاغ رقم 4 من ذات النوع بعد البلاغات الثلاثة السابقة حول اختفاء كل من (م. م، 28 سنة) مقيم بالحدائق و(م. م، 25 سنة) مقيم بحي الماتش و(ر. ز، 23 سنة) مقيم كذلك بحي الماتش وهؤلاء جميعا يعرفون بعضهم جيدّ المعرفة ولهم علاقات عمل فيما بينهم ويدينون لبعضهم بالأموال، لم تمض إلا أيام قليلة حتى عُثر على (الدوبلة) بمنطقة الزويت من طرف عناصر الجيش الوطني الشعبي، التي كانت في حملة تمشيط بجبال المنطقة وهو مقيد بالسلاسل والحبال. وهناك، أخبرهم (الدوبلة) بأنه اختطف من طرف الجماعات الإرهابية، لتقوم بعدها عناصر الجيش الوطني الشعبي بتسليمه إلى مفرزة الحرس البلدي لبلدية عين الزويت، التي سلمته بدورها إلى فرقة الدرك الوطني لبلدية الحدائق وبعد تحقيقات متواصلة معه سلم إلى فرقة الشرطة القضائية بأمن الولاية. * وأثناء التحقيقات، تأكد محققو الشرطة، أن سيناريو الاختطاف المفترض من طرف الجماعات الإرهابية الذي حاكه (ب. ب. عاشور) المشهور باسم (الدوبلة) كاذب ليمطروه ويحاصروه بمجموعة من الأسئلة حول علاقته باختفاء (م. مولود) و(رميلات. ر) و(مسعدي. م)، لينهار (الدوبلة) ويعترف بقتله للمدعو (م. م) بواسطة مطرقة وجهها له في رأسه، حيث قال للمحققين أنه في صبيحة أحد أيام شهر أفريل 2008، اتصل بي (م. م) طالبا مني تسديد مبلغ من المال، كان يدين به لي، فطلبت منه أن يوافيني بحقل الفواكه المتواجد بطريق (بيسي)، وهناك أجهزتُ عليه بمطرقة، ثم رميته بأحد الشعاب البعيدة عن المارة. عناصر الشرطة لم ينتظروا كثيرا، حيث توجهوا مباشرة إلى المكان الذي رميت فيه الجثة مصحوبين بالمتهم، أين عثروا فعلا على هيكل عظمي مغطى بسروال وحزام الضحية وعلى المطرقة التي نفذ بها (الدوبلة) جريمته، وقد أضاف المتهم لتفاصيل جريمته أنه بعد ارتكابه للجرم، أخذ سيارة الضحية وهي من نوع (بيجو 306) وركنها بحي 700 مسكن لتضليل المحققين وإبعادهم عن مسرح الجريمة، ورغم أن الشرطة اشتبهت في (الدوبلة) بعلاقته بحادث اختفاء (م. مولود)، كونه آخر من اتصل بالمفقود حسب دليل شريحة هاتفه النقال إلا أنها أفرجت عنه في ذلك الوقت بسبب عدم توفر الأدلة. * * (م. م) و(ر. ز) التحقا بصفوف الجماعات الإرهابية * وبشأن اختفاء كل من (م. م) و(ر. ز)، قال (الدوبلة) للمحققين أنهما التحقا بالجماعات الإرهابية، وأنه كان الوسيط بينهما وبين الجماعات الإرهابية بعد ما طلب منه الأمير (زعير) الذي ينشط بجبال عين الزويت الإتصال بالمعنيين وأمرهم بالصعود إلى الجبل. وقال عن علاقته بالجماعات الإرهابية أنه نسجها منذ منتصف التسعينيات، حيث كان يلتقي بهم بحقوله المؤجرة بطريق بيسي، كما كشف (الدوبلة) للمحققين عن ضلوع شخصين آخرين في أعماله هما شقيقه وأحد أصدقائه وشركائه في العمل. * ورغم أن الدوبلة يوجد رهن الحبس، إلا أن التحقيق لا يزال جاريا لمعرفة صدق إدعاءاته بشأن التحاق (م.م) و(ر.ز) بصفوف الجماعات الإرهابية، حيث تشير أطراف إلى احتمال أن يكون (الدوبلة) قد قضي عليهما كذلك، وبين هذا الطرح وذاك، تظل عائلات المفقودين تعيش على أعصابها إلى غاية كشف الحقيقة.