تمكنت وحدة حرس السواحل التابعة لقيادة القوات البحرية للجيش الوطني الشعبي من إنقاذ 32 حراڤا بسواحل تنس من الغرق المحتم، تتراوح أعمارهم ما بين 20 و31 سنة، من بينهم شابان متزوجان، عثرت عليهم وحدة حرس السواحل جميعا على بعد 5 أميال من اليابسة على متن ثلاثة قوارب في عرض سواحل تنس، يتضورون جوعا بعد أن ضاعوا في عرض البحر وتعطل قاربهم بسبب تقلب الأحوال الجوية، ونفذت المؤونة لديهم، وقضوا خمسة أيام في عرض البحر بدون أكل وشرب. وقد استعمل حرس السواحل طائرة مروحية لتحديد مواقع القوارب الثلاثة في البحر، إضافة إلى استعمالهم لطوافة الإنقاذ من نوع "بي 4" واسمها "المقدام 348" التابعة لحرس السواحل. وتعتبر هذه العملية السابعة في إنقاذ الحراڤة خلال الأسبوع الجاري، حيث تم إنقاذ 17 حراڤا بشرق الوطن، ثم 14 حراڤا آخر ألقي القبض عليهم بالسواحل الإيطالية بموجب بلاغ من حرس السواحل الجزائريين الذين اتصلوا بمركز التنسيق لعمليات الإنقاذ الإيطالي بوجود قارب للحراڤة في إقليم السواحل الإيطالية، بشرق الوطن في أول عمليتين بداية الأسبوع، ثم تم إنقاذ 11 آخرين على متن قارب، و10 حراڤة علىمتن زورق و10 آخرين على متن قارب و9 حراڤين على متن قارب آخر بسواحل غرب الوطن، ما مجموعه 103 حراڤ خلال الأسبوع الماضي، تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة. سمير بن غموج 25 سنة من مستغانم، قادري فتحي 21 سنة من دوار الصخرة بمستغانم، "م. ناصر" من مستغانم كذلك، "ك.عمر" ... وآخرون رفضوا الإدلاء بأسمائهم، كلهم كانوا على متن قارب الموت... في عرض البحر. "الشروق اليومي" حضرت عملية إنزال الحراڤة ال 32 بالمرسى السابع لميناء الجزائر العاصمة رفقة حرس السواحل التابعين للقوات البحرية الذين قاموا بإنقاذهم وإطعامهم. يقول سمير، وهو حراڤ من مستغانم "كدنا نغرق في عرض السواحل ولم نجد أحدا يسمع نداءنا، علمنا حينها أننا سنموت إذا لم تعثر علينا قوات البحرية، وعلمنا بأننا غامرنا بحياتنا بحثا عن العمل، لكننا لن نكرر هذا... ويقول فتحي "كثير من أصدقائنا هاجروا ونجحوا ولهذا قررنا المغامرة بحياتنا نحن أيضا، لكننا نجونا من الموت المحتم". ويقول زميل آخر رفض الإفصاح عن اسمه "اشترينا القارب بمبلغ 10 ملايين سنتيم حملنا معنا المؤونة المتمثلة في الحليب والتمر وانطلقنا يوم الثلاثاء على الساعة الرابعة فجرا من شاطئ سيدي لخضر بمستغانم... كنا على اتصال مع زملائنا المهاجرين في اسبانيا... واتفقنا معهم على أن ينتظرونا في السواحل الإسبانية... لكن تخطيطنا كله لم ينجح بسبب التقلب المفاجئ للأحوال الجوية وهيجان البحر وارتفاع الأمواج التي جرفتنا باتجاه سواحل تنس". ويقول آخر "أخذنا معنا المؤونة المتمثلة في التمر والحليب، لكنها نفدت، لأننا تهنا لمدة خمسة أيام عرض البحر، ولم نعرف طريقا ولا أين نحن". وفي هذا الصدد كشف المقدم دفايري سليمان مسؤول خلية الإتصال بقيادة القوات البحرية للجيش الوطني الشعبي بأن حرس السواحل تمكنوا منذ بداية جانفي 2008 إلى يومنا هذا من إنقاذ 300 حراڤ بعرض السواحل الجزائرية، وحجزت حوالي 20 قاربا، في حين تمكنوا خلال سنة 2007 من إنقاذ 1558 حراڤ.