القادة الغربيون يهددون وايران تتحدى طهران توافق على تحديد موعد لتفتيش موقعها الجديد أجمعت القوى الغربية على ضرورة التشدد في معاقبة إيران بعد كشفها عن منشأة تخصيب اليورانيوم الثانية، ولكنها أبقت الباب مفتوحا للحوار مع هذه الدولة. وهذا ما كشف عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي كرر في تصريح صحفي له أمس السبت دعوته للتحاور مع الجمهورية الإسلامية رغم أنه اعتبر أن وجود هذه المنشأة يشكل "انتهاكا خطيرا لقواعد عدم الانتشارالنووي" * * وبدورها بريطانيا وعلى لسان وزير خارجيتها ديفيد ميليباند أكدت انه ينبغي إعطاء الأولوية للدبلوماسية في حل المشكلة النووية الإيرانية، مشيرا إلا أن بلاده ملتزمة مائة بالمائة في السير في الطريق الدبلوماسي الذي تدعمه أيضا واشنطن، على حد قوله. ولكن الوزير البريطاني لم يستبعد الخيار العسكري في التعامل مع الجمهورية الإسلامية مثلما ألمح أوباما أيضا إلى ذلك. وطالبت القوى الغربيةطهران بالكشف عن كل تفاصيل أنشطتها النووية خلال اجتماع جنيف المقرر في الأول من اكتوبر وإلا فإنها ستواجه طائلة عقوبات جديدة عليها. ودعت هذه الدول وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وكذلك روسيا التي يبدو أنها انضمت إلى حلفائها الأمريكيين والأوروبيين بأن تتيح إيران لمفتشي الوكالة الذرية الوصول إلى المصنع الجديد الواقع في جوار مدينة قم جنوبطهران والذي اكتشفته أجهزة الاستخبارات الأمريكية، حسب الصحف. * أما إسرائيل، العدو الأول للجمهورية الإسلامية، فقد طالبت برد قوي وأكدت على لسان وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان أن كشف المنشأة الثانية لتخصيب اليورانيوم في إيران يبرهن بلا أدنى شك أن هذا البلد يريد حيازة السلاح النووي. ومن جهتها أكدت إيران أن المنشأة الثانية لتخصيب اليورانيوم التي كشفت عنها "قانونية تماما" وأشارت إلى أنها ستحدد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية موعدا لزيارة مفتشي الوكالةلهذا الموقع. وحسب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي فقد أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد أن طهران ليس لديها أي مشكلة في إجراء تفتيش وفقا للقواعد. ويذكر أن الرئيس نجاد التقى في وقت متأخر من ليل الجمعة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ودعاه هذا الأخير إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتبديد "كل القلق بإزاء برنامج إيران النووي". وفي تفسيرهم لما بات يعرف ب "المفاجأة" الإيرانية، يرى مراقبون أن الجمهورية الإسلامية أكدت نيتها اعتماد الشفافية والتشدد في آن واحد قبيل الاجتماع المصيري مع الدول الكبرى في الأول من أكتوبر. وقال محلل إيراني أن بلاده ستحافظ في جنيف على السياسة التي تنتهجها والقاضية بالدفاع عن حقها في امتلاك برنامج نووي يخدم حاجاتها المدنية، ولن تكون مستعدة للتخلي عن هذا الحق. وأوضح آخرون أن الجمهورية الإسلامية لا تنوي تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم والبرهان على ذلك تشييد منشأة جديدة. وقضية تخصيب اليورانيوم هي جوهر النزاع بين طهران وعواصم الغرب كونه لا بد من المرور بهذه العملية من أجل إنتاج الطاقة النووية، وهذه العملية نفسها تتيح تصنيع قنبلة ذرية. ومن جهة أخرى، حذر محسن رضائي، القائد الأسبق لحرس الثورة الإيراني والمرشح الخاسر للانتخابات الرئاسية التي جرت في جوان، من تدهور الوضع، داعيا إلى مبادرة إيرانية أمريكية لإيجاد مخرج من المأزق. ونقلت الصحافة الإيرانية عن رضائي قوله إن "الأوروبيين عازمون على اتخاذ تدابير بحق إيران في ديسمبر إلا في حال حصول مبادرة إيرانية أمريكية تهمشهم"، وخصوصا أنهم أكثر ميلا إلى تشديد العقوبات الدولية بحق إيران.