تتأهب مصالح الشرطة بورقلة، نهاية كل سنة، للتدخل بمحيط المدارس التعليمية وبمختلف أطوارها لحمايتها من التخريب، حيث يقوم غالبية الطلاب بمجرد انتهاء البرنامج الدراسي والاختبارات على رشقها بالحجارة وتحطيم الواجهات وزجاج النوافذ. * فضلا عن تخريب حنفيات مياه الشرب وأبواب المراحيض وكذا الكراسي والطاولات وتشويه المحيط الخارجي بعبارات نابية نكاية -حسب اعتقادهم- في الأساتذة والمعلمين وانتقاما من الرسوب في الامتحانات في بعض الحالات. وإن كانت هذه الحملات التي تقودها في الماضي مجموعات تكون قد فشلت دراسيا ولم تحرك مشاعر المسؤولين لمعرفة دواعيها الحقيقية، فإن انتشار العدوى اليوم في أوساط بقية التلاميذ دون استثناء بما في ذلك النجباء وبمشاركة حتى الإناث بأساليب تثير الاستغراب، ما أصبح يستدعي تحرك أصحاب القرار لاحتواء الموقف وتوعية الأسرة والمجتمع المدني بما يحدث، للحد من هذه الظاهرة الدخيلة على المدرسة الجزائرية بعاصمة الواحات. * وتشير مصادر مؤكدة من مصالح الشرطة أن هذه الأخيرة أضحت تستعد مع بداية العد التنازلي لانتهاء الدراسة لتطويق ممتلكات الدولة في خطوة لمنع رشقها والتقليل من الخسائر التي تكلف ميزانية الدولة أموالا معتبرة، هذا وقد شوهد أكثر من مرة رجال الأمن بوسط المدينة وما جاورها الأيام المنقضية وهم يتأهبون لحراسة المؤسسات التربوية، كما يطلب المديرون ومستشارو التربية النجدة مرارا من عناصر الشرطة لتدارك الأمر في مناطق متفرقة، بالإضافة إلى بروز ظواهر أخرى كتمزيق الكراريس والكتب ورميها بالقرب من المدارس أو حرقها في شكل أكوام. وكان بعض أئمة المساجد السنوات السابقة قد حذروا من تفشي هذا السلوك المشين وحثّوا على ضرورة المساهمة للحد من تكراره في نهاية كل سنة دراسية والدعوة إلى تربية الأبناء على نهي المنكر ومحاربة تخريب المنشآت والفساد * وحسب الاستطلاع الذي قمنا به بالقرب من بعض المدارس، برر عدد من التلاميذ هذا السلوك بالفعل الانتقامي ليس من مربيهم فحسب، وإنما من المسؤولين المحليين كذلك بسبب انعدام مرافق الترفيه والنزهة وقلة المسابح والرحلات ونقص الملاعب الجوارية. * وتأتي هذه الأعمال التي تمس بقطاع التربية في فترة تسبق العطلة الصيفية التي تزيد عن أربعة أشهر بمناطق الجنوب أين يطبعها مناخ ملتهب تصل درجة حرارته 48 مئوية تحت الظل يشعر فيه الطلبة خصوصا في البلديات النائية بالإحباط والوحدة بمجرد دخول فصل الصيف، وهو ما يفسره بعض أطباء علم النفس المتحدثون ل "الشروق اليومي" بما يسمى السلوك العدواني بسبب تراكمات جمة قد يكون من بينها الحرمان وقلة الحاجة إلى ما يشبع الرغبات النفسية، مما يولد نوعا من التذمر بمجرد الشعور بمقربة وقت الحر.