المحتجون امام العدالة إن المسؤولين عن أحداث الشغب والمظاهرات التي وقعت بحي ديار الشمس "المدنية" منذ خمسة أيام يتواجدون بالخارج وهم معروفون وتم تحريضهم لإعادة إحياء "ثورة الشعب" في أكتوبر 1988.. لكن من ألقي عليهم القبض هم أبناء الشعب الذين سيدفعون ثمن أفعال لم يقترفوها".. * * هذه بعض من الكلمات التي رددها دفاع الشبان البالغ عددهم 15 شابا الذين تورطوا في قضية ما يسمى "أحداث ديار الشمس" حيث وجهت لهم تهم التجمهر المسلح والتعدي بالعنف على أعوان القوة العمومية أثناء تأدية مهامهم، والعصيان والتحطيم العمدي لملك الغير، حيث تمت محاكمتهم أمس أمام محكمة الجنح سيدي أمحمد بعد إحالتهم عن طريق إجراءات التلبس، هذا وقد غاب عن الجلسة الضحايا من عناصر الشرطة فيما حضر الوكيل القضائي للخزينة الذي طالب بتعويض قدره 2 مليون دينار جزائري معتبرا أن هؤلاء الشبان تورطوا في أحداث الشغب والعنف التي وقعت يومي 19 و20 أكتوبر بحي ديار الشمس حيث كان لهم يد في ضرب رجال الشرطة بالزجاجات الحارقة والحجارة مؤكدا وجود اصابات بالغة في صفوف رجال الأمن ومنها الاصابة الخطيرة التي تعرض لها عميد الشرطة القضائية ببئر مراد رايس وهكذا اعتبر الوقائع جد خطيرة. * وبالرجوع إلى جلسة المحاكمة فالبداية كانت بالمتهم (ر.ب) الذي سأله القاضي قائلا "ماذا تقول في التهم الموجهة إليك بالتجمهر والعصيان في أحداث ديار الشمس؟ رد عليه: "يوم الوقائع كنت مارا بالحي فتلقيت ضربة بالحجارة وبعدها استنجدت بصديقي الحلاق الذي أخذني إلى المستشفى وهناك التقينا بالشرطة أنا لم أعرف بوجود مظاهرات؟" يرد عليه القاضي: "كيف لا تعرف كل الناس سمعوا بأحداث (ديار الشمس) حتى الذي يسكن بقسنطينة؟ من ضربك بالحجارة لا أعرف سيدي القاضي. * يسأله مجددا: "والحجارة الكبيرة التي وجدت عندك؟" ينكر ذلك فيتوجه القاضي للمتهم الثاني (م) يسأله: "أين كنت يوم المظاهرات؟ عثر عندك على حجرتين كبيرتين ماذا تفعل بهما؟" يجيب المتهم: "أنا كنت في رويسو بصدد الذهاب إلى الحي عندما ألقي علي القبض لا علاقة لي بالشغب" يقول القاضي: "إذن أنت لم تضرب رجال الأمن بالحجارة والزجاج" لا سيدي القاضي، ونفس الشيء بالنسبة للمتهم الثالث وهو الحلاق الذي اصطحب زميله إلى المستشفى حيث نفى علاقته بالمظاهرات، فيما أكد المتهم الرابع (ب) بأنه يسكن بالمرادية وتنقل إلى حي ديار الشمس بدافع الفضول ولما دخل هناك وشاهد رجال الشرطة يرمون القنابل المسيلة للدموع هرب حيث التقى بعجوز منحت له قارورة زجاجية ليدافع بها على نفسه ثم رماها عندما رأى الشرطة - حسب ما أكده بالجلسة - فاستغرب القاضي من حكايته قائلا: "يوجد 49 شرطيا بالمستشفى بسبب القارورة الزجاجية، إذن الحرب قائمة وأنت تتفرج عليها مادخلك في المشاكل؟" فيؤكد المتهم أنه لم يضرب الشرطة فيما نفى المتهم الخامس (د) علاقته بالمظاهرات مؤكدا أنه كان ببئر مراد رايس عندما ألقي عليه القبض وهو يسكن ببلكور، أما المتهم السادس (ن) من حيدرة فصرح أنه تنقل إلى ديار الشمس لتصوير الأحداث بالهاتف النقال، فقال له القاضي: "تصور الناس يتضاربوا لتنشرها على الأنترنيت وعلق قائلا " واحد يتحرق والآخر يصور" فلم يجد المتهم ما يقول فيما نهى بقية المتهمين علاقتهم بالتهم المنسوبة إليهم خاصة أنهم كانوا بالعمل وألقي عليهم القبض بالشوارع المحاذية. * وفي هذا السياق التمست ممثلة الحق العام تسليط عقوبة عامين حبسا نافذا و10 آلاف دينار غرامة نافذة في حق الشبان ال 15 منهم خمسة موقوفين والآخرون تحت الرقابة القضائية لارتكابهم التجمهر والعصيان والتعدي بالعنف على أعوان الأمن، وتحطيم أملاك الغير.