تربطني بأبي جرة علاقات مصاهرة وفراره من سويسرا مؤكد وقد كان حاضرا في تعذيبي بشاطوناف طالعت ما نشرته يومية "الشروق" في عددها الصادر الأحد 18 / 10 / 2009، من تصريحات منسوبة للسجين حميد مباركي والتي أعدها صحفي "الشروق"، وقد أردت أن أقدم بعض التوضيحات عن الكثير من المغالطات التي وردت، وخاصة أنها جاءت على صدر الصفحة الأولى لصحيفة أكن لطاقمها الاحترام والتقدير. * * إلى السيد المحترم علي فضيل مدير صحيفة "الشروق اليومي" * بعد تحية مودة وتقدير * طالعت ما نشرته يومية "الشروق" في عددها الصادر الأحد 18 / 10 / 2009، من تصريحات منسوبة للسجين حميد مباركي والتي أعدها صحفي "الشروق"، وقد أردت أن أقدم بعض التوضيحات عن الكثير من المغالطات التي وردت، وخاصة أنها جاءت على صدر الصفحة الأولى لصحيفة أكن لطاقمها الاحترام والتقدير. * - بالنسبة لما تحدثت به في "الاتجاه المعاكس" يوم 09 / 09 / 2009 عن السجين حميد مباركي، فلست في حاجة أن أفتري على سجين محكوم عليه بالمؤبد، لا علاقة لي به أصلا سوى أيام قليلة جمعتنا في قاعة واحدة.. فيكفي قضية تعذيبي التي أمتلك كل الأدلة حولها. * وللتأكيد حول ما صرحت به في "الجزيرة" حول بتر العضو التناسلي لمباركي، فأؤكد أنه هو من أخبرني شخصيا بعاهته وكشف لي مراهم وأدوية يستعملها، وترجّاني باكيا إن لم يستفد من ميثاق السلم والمصالحة وحكم عليه مرة أخرى بالمؤبد أن أكشف ذلك عله يكون سببا في تخفيف عقوبته أو الإفراج عنه. * - قوله أنني نشرت مقالات أتهمهم فيها باللواط الجماعي في القاعة التي كنت بها، وأنني كشفت مواقع الهواتف النقالة في كتاباتي عبر الصحف، هو محض كذب وافتراء ولا أساس له من الصحة، وإن لديه اسم الصحيفة التي نشرت بها ذلك ما عليه إلا أن يأتينا بها. * - بالنسبة لتمرد سركاجي الذي حدث في فيفري 1995، فأنا لم أصرح أصلا في "الاتجاه المعاكس" أن عدد الضحايا بالمئات كما ورد في سؤال الصحفي، فقد قلت بالحرف الواحد وكلامي لايزال موثقا على موقع "الجزيرة نت": "في سجن سركاجي في الجزائر تمت مجزرة علنا ولم يحدث فيها تحقيق إلى حد الآن". * الملاحظات كثيرة والمغالطات أكثر ولا يمكن أن أعطيها أكثر من حجمها، أو أدخل في مواجهة مع سجين قضى أكثر من 14 سنة بينها سنوات عزلة وتحت طائلة حكم الإعدام، والله أعلم بظروفه وما يقاسيه حاليا في ظل حكم المؤبد، وأسأل الله أن يفرج عنه كربته... * بالنسبة للعنوان البارز على صدر الصفحة الأولى من جريدتنا الغراء، الذي جعل من تعذيب بوقرة سلطاني لي "نكتة مضحكة"، فإنني أؤكد أولا على "الخطأ الكبير" الذي ورد في سؤال الصحفي، حيث ذهب فيه إلى أنني تعرضت للتعذيب في سجن الحراش على يدي سلطاني بوقرة وبحضوره الشخصي، وهذا الذي لم أصرح به يوما ولا كتبته ولا تحدثت به. فأنا منذ 2005 وحديثي منصب على تعذيبي بحضور سلطاني الشخصي في الشاطوناف، ولم أذكر يوما ما جاء على لسان الصحفي الذي لا أدري من أين استقى هذا الحديث. * وشاء الله أنه في اليوم الموالي وفي المكان نفسه تنشر الصحيفة وهذا يدل على مهنيتها طبعا، خبرا عن فرار الوزير السابق وزعيم حمس من هذه "النكتة المضحكة"، فهل يعقل لو كان بريئا أن يفر من مواجهة القضاء السويسري المشهود له بالعدالة؟!! * سلطاني بوقرة صرح لوسائل الإعلام على أنه لا يعرف شخصا اسمه أنور مالك وهو ما فعله من قبل، وهو حر في إنكاره المتكرر ونحن أبناء مدينة واحدة وتربطنا علاقات مصاهرة، لكنه لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجرأ على الكذب، وهو الذي لا يمكن تقبله، لأنه زعم إنتهاء برنامجه في جنيف، والكل يعلم ومن خلال البرنامج الذي إطلعنا عليه أنه سيلقي مداخلة يوم الأحد على الساعة 11.40 بالتوقيت المحلي، وهذا الذي لم يحدث إطلاقا بالرغم من سفره تلبية لدعوة من رابطة مسلمي سويسرا لأجل نشاطها، بل أكثر من كل ذلك أنه تفادى دخول مقاطعة فريبورغ، حيث الدعوى، والأدهى أنه لم يدخل قاعة الملتقى إطلاقا حسب شهود عيان... فهل يعقل ذلك؟!! * لقد تناقلت الصحف السويسرية المحلية خبر فراره من العدالة، وأذكر على سبيل المثال جريدتي "ليبرتي" و"لوماتان" وجريدة "20 دقيقة"، بالاضافة إلى برقية وكالة الأنباء الفرنسية، وهذه أجهزة إعلام محايدة وموضوعية لا ناقة لها ولا جمل في الموضوع. * فراره أمر مؤكد، ولا يمكن نكرانه ولا شطبه من التاريخ بجرة قلم لحزب "أبوجرة". * إنني أريد من قضيتي هذه تطهير الجزائر من هؤلاء الذين يسيئون إليها، ويستغلون مناصبهم من أجل مكاسبهم الشخصية ولو وفق ما يجرمه القانون ويعاقب عليه بشدة، ويتنافى مع التزامات الجزائر الدولية، وأؤكد أنني لست في حرب معلنة على الجزائر كما قد يتوهم البعض، ولا توجد لي مشكلة مع النظام القائم ولا مع مؤسسات الدولة برغم رفضي للانحراف الذي لا يتردد فيه أي عاقل. * وأكثر أنني لست معارضا كما يروج الكثيرون، أنا كاتب وصحافي فقط، شاء الله أن أتعرض لما يتعرض له غيري من الضعفاء الذين لا صوت لهم، فأردت أن أرد الاعتبار لإنسانيتي أولا، ثم معاقبة كل من تسول له نفسه يوما التجرؤ على الإساءة للجزائري المعروف بالشهامة وعزّة النفس والكبرياء ورفض الذل، فأنا والدي مجاهد وجدي شهيد قتل في السجن تحت تعذيب جلادين فرنسيين وحركى، كما أن عمّي اختفى من جامعة الزيتونة إبان الثورة ولم يظهر له أي أثر ليومنا هذا، لا لشيء إلا لأنه ابن الثورة المظفرة... فهل يعقل أن أخضع للمهانة أو أعادي وطني وأتآمر عليه وقد أرضعتني أسرتي كل قيم الوطنية التي لا تقبل المزايدة؟!! * وحتى أثبت تشبثي بالدولة الجزائرية وإيماني بوجود رجالات من المعدن الثمين، سأحول القضية أمام العدالة الجزائرية، متأكدا أنها ستنصفني لموضوعية شكواي، وإنصافها لي له معنى ومغزى وثمن لا يضاهى أمام أي جهاز عدالة أجنبي، كما أن لي الثقة الكاملة في الرجال الطاهرين والمخلصين، وسأكلف محاميا جزائريا لرفع دعوى ضد بوقرة سلطاني في غضون هذا الأسبوع. * إذا سمحت لنفسي بإرسال هذا التوضيح فذلك قمت به من باب الغيرة على صحيفة لم تصبح اليوم ملكا لأصحابها فهي ملك لقرائها وأنا من بينهم، لأني أعتز بجريدة أحرزت على ريادة الصحافة العربية رغم وجود مؤسسات تجاوز سنها نصف القرن. * في الختام أشكر جريدة "الشروق اليومي" على تمكيننا من هذه التوضيحات، والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على موضوعيتها التي بها حققت إنجازات تفتخر بها الصحافة الناطقة بالعربية في العالم العربي وليس في الجزائر فقط. * * مع خالص إحترامي * أنور مالك / فرنسا * 20 / 10 / 2009 *