علمت "الشروق" من مصادر مسؤولة أنه سيتم قريبا تجهيز المطارات والموانئ بأحدث أجهزة كشف العملة. * وهي تقنية حديثة تمكن من كشف ما إذا كان المسافر يخفي العملة الصعبة في حقائبه أو في ملابسه وتمكن التقنية الجديدة التي جهزت بها مطارات الدول المتقدمة، وتفاديا لتكرار سيناريو تورط مضيفي شركات الطيران وعمال الصيانة في المؤسسات المينائية والمطارات تقرر القيام بتفتيش حتى هؤلاء عن طريق أجهزة مماثلة في رواق خاص لهم. * ويدخل الإجراء حسبما علمته "الشروق" في سياق برنامج تحديث قطاع الجمارك وعصرنته الذي شرع في تنفيذه قبل ثلاث سنوات والذي فضلا عن سنه لهيكلة تنظيمية جديدة فإنه ركز على الجانب المتعلق بالتجهيز في مقدمته تحديث وسائل المراقبة والتفتيش على النحو الجاري العمل به في الدول المتقدمة، ويتعلق الأمر في مقدمة ما يوشك على الانتهاء من تحقيقه أجهزة كشف العملة الصعبة دون تفتيش الحقائب أو التفتيش البدني للمسافرين، حيث بمجرد مرور الحقيقية أو المسافر على الجهاز الذي له عدة أشكال منها الثابت بالقرب من جهاز السكانير المخصص لكشف المعادن ومواد صناعة المتفجرات ومنها الأجهزة المحمولة يدويا والتي تصدر تنبيها عندما يكون بحوزة المسافر أو داخل حقائبه كمية معتبرة من العملة الصعبة. * وتقرر العمل بهذه التقنية في إطار ضمان أداء أحسن وفعال للجمركيين في مجال مكافحة تهريب رؤوس الأموال من وإلى الخارج سيما وأنها تعتمد قبل اقتناء التجهيزات على التفتيش اليدوي للأعوان سواء للحقائب أو للأشخاص مما يحتمل إفلات المهربين الذين يجيدون فنون إخفاء العملة، هذا فضلا على أن أعوان الجمارك في العديد من الحالات يتفادى أعوان جمركيين تفتيش نساء مسنات وسيدات ويكتفون بمطالبتهن بتقديم التصريح الجمركي شفويا عما إذا كان بحوزتهن عملة صعبة أم لا لكن في المستقبل فإن من سيتولى التفتيش فهي الأجهزة التي بقدر ما ستكبح تهريب العملة الصعبة بقدر ما ستقضي على إمكانية تواطؤ الجمركيين مع مهربين للعملة مثلما سبق أن وقع ببعض المطارات وأحيلت القضايا للعدالة. * على صعيد آخر فإن نفس الإجراء سيطبق على باقي عمال المطارات الموانئ بدأ من المكلفين بالنظافة والصيانة وصولا للطيارين والمضيفين الذين عادة ما يحظون بمعاملة خاصة ولا يتعرضون للتفتيش مما يسببه الأمر من انزعاج وإحراج وتقرر تعميم التفتيش بعد تسجيل أربع حالات على مدار العامين الماضيين تمثلت في عثور الفرقة الجوية للجمارك بمطار هواري بومدين على أظرفة فيها كمية من العملة الصعبة تم إخفاؤها قبل ركوب المسافرين تحت مقاعد الطائرة، وهو ما أسفرت التحقيقات بخصوصه عن تورط مضيفين في شركات الطيران التي حجزت بها الأموال وأحيلت القضية على الجهات الأمنية والقضائية المختصة للتحري بخصوصها. * من جهة أخرى فإن المصالح الخارجية للجمارك بالدار البيضاء التي تشرف فرقها على الجمارك بمطار هواري بومدين هي من رفعت الانشغال للمدير العام للجمارك وعرضت عليه المشروع ولقي ترحيبا من طرف عبدو بودربالة الذي سارع حسب مصادرنا إلى تكليف المديرية المكلفة بالتجهيز لاقتناء أجهزة خاصة بكشف العملة الصعبة المعدة للتهريب. * كما تم فرض إجبارية إظهار المبالغ المالية بالعملة الصعبة التي يأتي بها المسافرون لتعد نقدا وتحرر شهادة على اعتبار أن المهربين كانوا من قبل يصرحون لدى دخولهم إلى المطارات بقيم خيالية لا يحوزونها، وهذا بهدف استخراج شهادة إدخال تلك القيم للتمكن فيما بعد من إخراجها معهم على أساس أنهم ادخلوها من قبل، وهي حيلة تفطنت لها مصالح الجمارك وأقرت العد النقدي للقيم الداخلة.