جمال بخيت بعد فشل مسلسل "هستيريا الكذب" الذي أتخم المشاهد العربي الواعي وجعله يقاطع القنوات المصرية "المريضة" بلا عودة، خوفا من أن تنقلب على دول شقيقة أخرى، وتتفنن في معايرتها، خاصة وأنها تعيش إحباطا نفسيا خطيرا، سمعنا أخيرا بعض أصوات العقل والحكمة تدين أبواق الفتنة و تكشف توّرطها السياسي ومصالحها الاقتصادية في الوصول إلى نسب مشاهدة "افتراضية" ظنت أنها ستحققها مثل التأهل إلى المونديال "الافتراضي". * * فتح الشاعر المصري المعروف ب "أمير الشعراء" جمال بخيت النار على الإعلام المصري وحمّله في تدخل مباشر عبر برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم" المسؤولية الكاملة على الوضع "المتعفن" الذي يعيشه الشعبين المصري والجزائري بعد الهجمات المسعورة وغير المبررة للقنوات التي تدعي الاحترافية والتي برهنت أنها ولجت عالم الشيخوخة باكرا بدليل "ترهاتها". * جمال بخيت الذي أفحم منى الشاذلي وأحمد حسن قال بالحرف الواحد "الشحن كله كان بطله الإعلام المصري وبدأت به القنوات الخاصة التي ظنت أنها تهين الشعب الجزائري ولكنها أهانت الشعب المصري قبل ذلك، إعلامنا حول مباراة إلى حرب والإعلام الجزائري السمعي البصري كان فقيرا جدا مقارنة بانفتاح الإعلام المصري على الخواص، وعليه لم يكن له التأثير لدرجة تفوّق إعلامنا في التنكيد على الشعب الجزائري"، وأضاف "الاحتقان الموجود نحن من تسبب فيه ولا أحد غيرنا فعوّض استقبال الجزائريين في القاهرة بالورود استقبلناهم بالحجارة". ووصف جمال بخيت الشحن الإعلامي المصري بالحدث الدرامي الرهيب قائلا في ذات البرنامج "بدا التوظيف السياسي السيء والغوغائية الإعلامية المصرية من مطار الخرطوم، وصولا إلى الخرطوم". * وعن الأضرار التي لحقت بالاستثمارات المصرية في الجزائر علق "مثلما أنا غاضب مما فعله الإعلام المصري وإهانته للشعب الجزائري أنا غاضب أيضا من كل مسؤول جزائري تقاعس عن حماية المشاريع المصرية هناك، ما حصل مأساة حقيقية". وطبعا لم يرق التدخل لا منى الشاذلي مقدمة البرنامج ولا قائد المنتخب المصري أحمد حسن، ولكن الشاعر الذي طالما أحبه الجزائريين وكان من المرحب بهم في بلدهم الثاني، بعيدا عن أي خلافات أو مصالح ضيقة زادت مكانته عند عشاق الشعر وانتشرت شعبيته لأنه لم يعد محط إعجاب أصدقائه من عشاق الشعر فقط بل تعدت شهرته إلى المواطن العادي الذي أحس إنصاف مثقف واعي للجزائر بعدما تعصب فنانو مصر وسقطوا في الوحل. وما يشكر لجمال بخيت وكل مثقف "حقيقي" مصري ليس إدانته للقنوات المصرية لأنه طالما شهد شهود من أهلهم، ولكن تحليله للوضع بموضوعية فمن قال أن الرياضي الفاشل وحده يستطيع أن يصبح إعلاميا في وجود المثقف الناضج الذي يستحق أن يصبح نجما إعلاميا في قنوات محترفة لا "مهترئة".