تسبب تأخر إقفال حصيلة الزكاة للسنة الجارية 2009 في تأخر إيفاء الجزائر بوعودها المتعلقة بمساعدة أهالي غزة بنصيب ربع حصيلة صندوق الزكاة مثلما وعدت به قبل سنة، عقب الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني بداية العام، حيث ينتظر أن لا تقل المساعدة على 28 مليار سنتيم . * ورغم أن الوزارة لا تعتبر نفسها متأخرة في توزيع الزكاة، إلا أن العملية تأخرت عن موعدها المعتاد العمل به خلال السنوات الماضية أين كان توزيع حصيلة صندوق الزكاة يتم مباشرة بعد ضبط أرقام حملة السنة الجارية وقبل انطلاق جمع الحملة اللاحقة، إلا أن مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف المكلف بالاتصال السيد عدة فلاحي أكد ل"الشروق" وجود صعوبات إجرائية أدت إلى تأخر العملية مقارنة بالسنوات السابقة تمثلت أساسا في "تعامل الوزارة هذه السنة بصرامة وشفافية في ضبط السجلات وتجديد الخلايا القاعدية لسد الثغرات في وجه المشككين في صندوق الزكاة " . * وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بادرت قبل عام في الخامس جانفي الماضي تخصيص ربع حصيلة صندوق الزكاة لسنة 2009 إلى أهالي غزة معتبرة المبادرة بمثابة "إمداد إخواننا بسهم في سبيل الله وسهم الغارمين هو أقل الواجب الواقع على أغنياء وميسوري الجزائر الذين يساهمون في صندوق الزكاة"، وقد كلفت مديري الشؤون الدينية والأوقاف بالولايات من أجل تبليغ القرار لرواد المساجد عن طريق الأئمة من خلال الدروس الأسبوعية وخطب الجمعة وكذا بمناسبة حملات التوعية والتحسيس بصندوق الزكاة على أن تتم موافاة المواطنين بالقنوات الرسمية التي اعتمدتها الدولة لإيصال هذا الدعم للفلسطينيين . * وبناء على تلك الحملة فقد حقق صندوق الزكاة في حملته السابعة الخاصة بسنة 2009 حصيلة فاقت كل السنوات السابقة، حيث جمع 88 مليار سنتيم، علما أن الحسابات لا زالت مفتوحة بفعل تأخر زكاة الزروع والثمار المرتبطة بالمواسم الفلاحية، حيث يمكن تقدير نصيب أهالي غزة على ضوء الحصيلة التي أعلنتها الوزارة وهي 88 مليارا بنحو 28 مليار سنتيم ما يعادل 388 ألف دولار أو 300 ألف أورو يمكن أن تسد حاجة من حوائج الفرنسيين . * وحسب النظام المعمول به في جمع أموال الزكاة فقد أغلقت الحملة السابعة رسميا منذ أشهر وأمرت الوزارة مديري الشؤون الدينية والأوقاف على مستوى الولايات بفتح الحملة الثامنة لجمع الأموال في صندوق الزكاة، لكن تأخر الإجراءات في بعض الولايات أبقت على الحملة السابعة مفتوحة في بعض مناطق الوطن ما أخر غلق الحسابات، حيث تعاملت الوزارة بحزم وحذر هذه السنة مع جمع الأموال بسبب " الحملة المغرضة التي تستهدف صندوق الزكاة " . * ومن الجانب الفلسطيني ذكر مصدر من سفارة فلسطينبالجزائر أن السفارة لم تتلق شيئا بخصوص أموال الزكاة، كما ذكر الصعوبات الجمة التي تعترض المساعدات العينية والمالية التي تجمع للفلسطينيين عبر دول العالم، مع العلم أن الهلال الأحمر الجزائري هو القناة الوحيدة المكلفة من قبل الدولة الجزائرية بتحويل المساعدات وغيرها يعتبر خارج القانون .