وبخ وزير الفلاحية والتنمية الريفية رشيد بن عيسى بشدة مسيري صناديق التعاون الفلاحي بسبب فشلهم في تسيير الصندوق الوطني والصناديق الجهوية قائلا "ذهبت لبعض التعاضديات الكبيرة، وجدتها عملاقة بحجم "الدنيا"... * وعندما سألت عن عدد الفلاحين المؤمنين به وجدت أربعة فقط، هذا غير مقبول من يحسبها مؤسسة مجمدة فهو مخطىء، لأن الصندوق له قدرات كبيرة، ومن يريد النوم فلينام وحده، وهامش التقدم في التأمينات الفلاحية كبير جدا، وأنتم تعرفون ذلك ومع ذلك وجدت أن الإنتاج الفلاحي في بعض الولايات يتراوح بين 30 مليار و35 مليار دينار، في حين أن حجم التأمين لدى التعاضدية لا يزيد عن 1 مليار سنتيم... هذا غير مقبول، ثروة الماشية والأغنام وحدها في الجزائر تساوي أكثر من 5 ملايير دولار...تحتاجون إلى خبراء أجانب سنحضرهم لكم، تحتاجون إلى خبراء وطنيين سنحضرهم لكم، تحتاجون إلى دعم مالي نحن هنا، ولكن نريد في الميدان أن يكون الفلاحين مؤّمنين لكي يتمكنوا من العمل". * وأعلن بن عيسى خلال لقاء عقده أمس مع إطارات الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي عن مجموعة من الأهداف طالب مسيري الصناديق الجهوية بتحقيقها وقال أن من لم ينجح في تحقيقها عليه تحمل مسؤوليته، وعلى رأسها "أن يبلغ النمو 20 بالمائة في السنة على مستوى كل صندوق جهوي، وأن يتم تحقيق 60 بالمائة من التأمينات في ميدان الفلاحة والريف، و40 بالمائة الباقية تخصص للتأمين على السيارات وغيره من المجالات...كل تعاضدية عليها أن تحقق هذه الأهداف، سنساعدكم إشهاريا وتقنيا وماليا...عليكم وضع تحفيزات وإدخال منتوجات جديدة في التأمين الفلاحي وإقناع الفلاحين بالتأمين وتحقيق النسبة المطلوبة منكم وسنتحاسب في نهاية الموسم...". * وبالنسبة للتعاضديات الكبيرة المتواجدة في المناطق الفلاحية الكبرى ذات الإنتاج الوفير يجب تحصيل 500 مليون دينار من إدخارات الفلاحين كهدف أدنى، أما التعاضديات المتوسطة فيجب عليها تحصيل 200 مليون دينار من إدخارات الفلاحين، والتعاضديات المتواجدة في المناطق الفلاحية الجديدة يجب عليها تحصيل 100 مليون دينار، والمجموع المحصّل سيعطي القدرة للصندوق الوطني للتعاون الفلاحي من أجل الشروع في منح القرض التعاضدي للفلاحين ..، وأضاف لابد أن تقنعوا الفلاحين بالإدخار حتى نحقق هذه الأهداف... يمكننا الوصول إلى تحصيل 100 مليار دينار، وهذا سيكون قوة مالية جديدة للفلاحين...كل مسير وكل رئيس في صندوق تعاون الفلاحين والصناديق الجهوية عليه تحمل مسؤوليته وإذا لم تحققوا هذه الأهداف لا تأتوا إلي...لأننا في مرحلة هامة جدا...فلتتحرك الإدارة وفق هذه الأهداف...ولا أريد التعامل مع "بني عمي" في التعاونيات. * وقال رشيد بن عيسى أن بنك الجزائر منح مهلة لصندوق التعاون الفلاحي 6 أشهر كمرحلة انتقالية من أجل إنشاء هياكل تعاونيات الإدخار والتضامن والقرض الريفي والتعاضدي، ويجب أن نكون في مستوى هذا التحدي خاصة وأن الحكومة قررت الإبقاء على هذا الصندوق بدلا من حله وتصفيته. * وأضاف وزير الفلاحة أن مسيري صندوق الفلاحة للتعاون الفلاحي لا علاقة لهم بالأمور المالية والتسيير البنكي، وليس لهم أي دراية أو معرفة بأمور الإدارة، والخطأ ليس خطأهم بل خطأ الذين عيّنوهم، ولذلك لا يمكن محاسبتهم، وعليه لابد من تعيين مجالس إدارة مؤهلة لتسيير كل الصناديق وفقا للشروط التي يفرضها قانون النقد والقرض...سنرافقكم بكل جهودنا، ولكن في الوقت نفسه سنكافح أي انحراف، مضيفا "لابد من إعادة الإعتبار للتعاضد الفلاحي ولا يجب إلغاءه بسبب بعض الفلاحين الطالحين لأن مصالح الفلاحين الصالحين ستضيع".