من قال إن المصري كرامته مهدورة ودمه رخيس؟، ألم نتابع كلنا على المباشر كيف سارعت الخارجية المصرية إلى مطالبة الحكومة المقالة في قطاع غزة بتقديم الاعتذار وهي صاغرة عن الحادث الذي أودى بحياة ضابط مصري على الحدود مع القطاع. * ليس هذا فحسب، بل إن مصدرا أمنيا قال إن لمصر قدرات عسكرية، وإن قوات حرس الحدود قادرة على حماية حدود مصر، أما حسام زكي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية فلم يتمالك نفسه من الغضب وقال بعنترية لا مثيل لها "إن لصبر مصر حدودا، وإن أية محاولة أخرى لاستفزاز الأمن المصري سوف تكون لها عواقبها " . * النائب البريطاني جورج غالوي لم يسلم هو الآخر من حملة الشتم والتهديد من قبل رموز النظام المصري ومن قبل كتاب الافتتاحيات في الصحف القومية الذين صبوا جام غضبهم على هذا الرجل الحر الذي جاء من أقاصي الدنيا ليتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته مع الجوع والحصار داخل قطاع غزة، ووضع النظام المصري في حرج بالغ، هذا الأخير كان منشغل بتسييج سجن غزة الكبير بالفولاذ حتى يقطع الطريق أمام كميات الحليب والغذاء التي تمرر عبر الأنفاق . * لقد وجد الإعلام المصري عدوا جديدا بعد أن انتهى من الشعب الجزائري، وهاهو يوجّه سهامه إلى جورج غالوي وإلى إسماعيل هنية وحكومته المقالة، وإلى قناة الجزيرة التي ارتكبت جرما عظيما عندما سلّطت الأضواء على معاناة الغزاويين وفتحت المجال لجورج غالوي ليفضح النظام المصري . * الغريب في الحكاية كلها هو هبّة السلطة الفلسطينية في رام الله تضامنا مع النظام المصري، ووجّهت السّهام كلها لحركة حماس وتحوّلت جنازة الضحية المصري على الحدود إلى رمز الغطرسة الحمساوية والتنكيل الغزاوي!! * هو هكذا النظام المصري، شديد الوطأة وغير متسامح عندما يتعلق بالأشقاء سواء كانوا جزائريين أو فلسطينيين، بينما يتحوّل إلى حمل وديع إذا تعلق الأمر باعتداءات إسرائيلية ضد الفلسطينيين أو حتى المصريين، وعليه أين كانت هذه الأنفة الرجولة والإقدام عندما قتلت إسرائيل جنودا مصريين بدم بارد، وعندما مرّغت أنف مصر في التراب وهي تعطي إشارة انطلاق الحرب على غزة من التراب المصري ....