" أئمة المساجد لن ينجحوا في إقناع المواطن بالتلقيح والطبيب مقاطع له " انتقد عدد من الخبراء والمختصين في الطب الوقائي وعلم الأوبئة وتسيير الأزمات الصحية استراتيجية الحكومة في مواجهة وباء أنفلونزا الخنازير، خاصة بعد فشل الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس "أتش1أن1" داعين بركات بإلغاء باقي دفعات طلبية الجزائر في ظل عزوف الجزائريين عن التلقيح، ما دفع الوصاية لمراجعة مخططاتها الوقائية على مستوى 17 قطاعا ابتداء من الأسبوع المقبل . * أكد البروفيسور بن قونية عبد الوهاب المختص في الطب الوقائي وعلم الأوبئة أن أئمة المساجد لن يستطيعوا إقناع المواطنين بضرورة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير بعد أن فقد المواطن البسيط الثقة في التلقيح عند ملاحظته عزوف موظفي قطاع الصحة والأطباء عن التلقيح، ما تسبب في أزمة فقدان الثقة التي لن تستطيع وزارة الصحة بعثها إلا بإقناع الأطباء بمأمونية اللقاح وأهميته، مشيرا إلى أن دور الوزارة بموجب المادة 54 من الدستور لا يقتصر على استيراد اللقاح وإنما يتعداه إلى السهر على تلقيح المواطنين وفق الآليات المشروعة. * وحذّر البروفيسور بن قونية من تبعات التسيير السيء لملف أنفلونزا الخنازير واستراتيجية الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس "أتش1أن1" حيث ستطول أزمة انعدام الثقة بين المواطن الجزائري ولقاح "أربارنيكس" إلى بقية اللقاحات مستقبلا، مشددا على أن اللقاحات من أكثر الأدوية ضمانا وأفضل وأحسن الاختراعات الطبية في العالم عبر التاريخ قائلا: "إن وازنا بين إيجابيات وسلبيات اللقاح فأكيد أن الكفة ستميل إلى إيجابيات عملية التلقيح التي تقي وتحمي الإنسان من فيروسات قاتلة، فاللقاح يحمي والفيروس يقتل. بديهية يجب أن لا نختلف فيها وإن كانت الأعراض الجانبية أمرا طبيعيا في أي لقاح كمتلازمة غيلان باريه، إلا أنها لن تتجاوز احتمالا واحدا في مليون " * وطالب البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية البحث وتطوير الصحة الوزير بركات بإلغاء الدفعات المتبقية من طلبية الجزائر أو تقليص حجمها في ظل عزوف الجزائريين عن التلقيح . * ومن جانبه رد سليم بلقسام المستشار الإعلامي لوزير الصحة إن العقد الذي يجمع الجزائر بمخبر "جي أس كا" لا يوجب على الجزائر إلا دفع المستحقات المالية للدفعات التي تستلمها من الطلبية رغم أن الوزارة دفعت الغلاف المالي الإجمالي للطلبية المقدرة ب 8 مليار دينار لمعهد باستور الجزائر الممثل الرسمي للوزارة في عملية التفاوض والمتكفل بتسديد المستحقات المالية لكل دفعة من الطلبية بمجرد استلامها، مشيرا إلى أن الوزارة لن تفكر في الوقت الراهن في إلغاء أو تقليص طلبية الجزائر من اللقاح باعتبار أن عملية التلقيح لا تزال في بدايتها "