مراسلة إسبانية للسلطات الجزائرية للتحقيق في عقارات وأموال جزائريين بإسبانيا كشفت مصادر رفيعة ل"الشروق" أن قضاة التحقيق على مستوى الأقطاب الجزائية المتخصصة بمختلف المحاكم الموجودة على المستوى الوطني شرعت في استدعاء بعض الأسماء والشخصيات المعروفة وبعض رجال الأعمال المعروفين محليا للتحقيق معهم حول مصدر العقارات الفخمة والبناءات وبعض الأملاك والأموال المودعة لدى البنوك الخارجية... * خاصة في الدول الأوروبية منها العاصمة الإسبانية مدريد، بلجيكا، سويسرا وفرنسا، وغيرها من الدول التي تتخذ إجراءات صارمة، خاصة المؤسسات المصرفية، حول الأموال التي تودع في بنوكها خوفا من أن يكون مصدرها من عائدات المخدرات أو الإرهاب. * وفي هذا السياق، يضيف مصدرنا أن أحد الأشخاص المعروفين بولاية العاصمة تم استدعاؤه من طرف السلطات المختصة من أجل المثول أمام قاضي التحقيق للقطب الجزائي المتخصص بمحكمة سيدي امحمد لسماع أقواله بخصوص العقارات والأموال المودعة باسمه في بنك فرنسي. * وفي نفس السياق، تلقى أحد المحضرين القضائيين المعروفين بإحدى ولايات الغرب الجزائري استدعاء مباشرا من طرف قاضي التحقيق لمعرفة مصدر الثروة الجديدة التي جمعها في ظرف قياسي لم يتعد سنتين، وهو الشيء الذي أدى به إلى تشييد فندقين بإسبانيا. * وتأتي هذه التحقيقات حسب ذات المصادر بعد تلقي السلطات الجزائرية من نظيرتها الأوروبية إخطارا على شكل تساؤل حول ديون هؤلاء اتجاه دولتهم ومؤسساتهم الرسمية، خاصة فيما يتعلق بالضرائب، مع إفادتها بمصادر الأموال التي استغلها هؤلاء في تشييد البناءات وامتلاك العقارات الفخمة واشتراء المصانع على أراضيها، وكانت آخر مراسلة هي تلك التي حملتها السلطات المعنية بمدريد لنظيرتها بالجزائر والتي تضم قائمة بأسماء 100 شخص. * ومن جهة أخرى فإن التحقيقات التي باشرتها مختلف المجالس القضائية حسب مصدرنا انطلقت بأمر من رئيس الجمهورية الذي وعد بإنزال سيف الحجاج على كل المتورطين في قضايا الفساد التي هزت البلاد، حيث وجه رسائل مشفرة إلى النواب العامين منذ مدة، يطلب منهم التحقيق في قضايا الفساد. * وتوقعت مصادرنا أن التحقيقات في هذا الملف الذي يتابعه رئيس الجمهورية شخصيا سيطيح بالكثير من الرؤوس الكبيرة المتورطة في أكبر ملفات الفساد.