أفضت الدراسة الميدانية التي أجريت على مستوى جامعة بومرداس مؤخرا، إلى أن 19 بالمائة من الطلبة يعتبرون أن »القوة والعنف هما الحلّ الوحيد لمعالجة مشاكلهم الجامعية«، بسبب »التعنّت الإداري في التعامل مع انشغالاتهم«، وهو ما يفسر سلسلة الاحتجاجات التي تطال الجامعات والإقامات الجامعية على حدّ سواء. * وحسب الدراسة التي قام بها الاتحاد العام الطلابي الحر، والتي أرسلت نسخا منها إلى الوصاية والإدارات الجامعية، من خلال سبر الآراء الذي أجري في جانفي الماضي، فإن نسبة معتبرة من الطلبة يفضلون اللجوء إلى القوة لمعالجة مشاكلهم العالقة، ومواجهة ما اعتبروه فسادا إداريا تمارسه المصالح الإدارية على مستوى الجامعة والإقامات الجامعية. وحسب نفس الدراسة، فإن العديد من الطلبة أصبحوا يقارنون معيشتهم بمعيشة المساجين، بل أكثر من ذلك اعتبروا معيشة المساجين أرحم مع الإصلاحات التي طالت المؤسسات العقابية، دون أن تطرق أبواب المؤسسات الجامعية. * يأتي هذا الاستبيان في وقت تعرف فيه جامعة بومرداس حالة تشنّج كبير بسبب الأوضاع الجامعية المزرية التي يعيشها الطالب، والتي أفضت في العديد من المناسبات إلى سلسلة احتجاجات تكررت لسنوات. * وقد طالت هذه الوضعية حتى الدراسات العليا، حيث وجد العديد من طلبة الماجستير أنفسهم خارج اهتمامات الإدارة بعد رفض منحهم الحق في الإقامة الجامعية على غرار طلبة الإعلام بالعاصمة وغيرهم، والذي فصلت فيه الوصاية بكونهم غير معنيين بالسكن داخل الإقامات الجامعية. * كل هذه الظروف وغيرها ولّدت حالة من الهيجان الطلابي، أسفر عن اللجوء إلى القوة والعنف في مواجهة الإدارة، والتعبير عن انشغالاتهم، فيما تبقى المطالبة بتحسين المردود العلمي للطالب مرهونا بتحسين الظروف المزرية التي يعيشها، والتي لا تشجّع إطلاقا على خلق مجال إبداعي في جامعاتنا.