كشف عمال اتصالات الجزائر الخاصة بالمكالمات الدولية أنه تمّ تضييع أزيد من 8 آلاف مكالمة دولية في ظرف 5 ساعات فقط في مناسبة عيد الفطر الماضي، بسبب نقص التجهيزات الحديثة التي تمكّن المواطنين عبر الوطن من استقبال المكالمات التي يطلبونها من الخطوط الخارجية، فضلا عن قصور مصلحة الإستعلامات عن تقديم المعلومات الكافية للمواطنين لعدم احتوائها على المعطيات اللازمة، مع نقائص أخرى ذكرها أزيد من ثلاثين عاملا وهم يعيشون يومهم الثاني من إضرابهم المفتوح عن الطعام. * دخل أزيد من ثلاثين عاملا بمصلحة المكالمات الدولية بوحدة النظام العملياتي لاتصالات الجزائر في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على قرار الإدارة الذي تلقوه الأربعاء الفارط والقاضي بملء بطاقة رغبات لاختيار مكان تغيير العمل في ظرف 48 ساعة، واعتبروا ذلك طردا من العمل، خاصة وأنهم سيصنّفون في خانة من تخلّوا عن مناصبهم إن لم يردوا في الآجال المحددة. * ولم يعرف العمال السبب الذي من أجله تحرّكت الإدارة في هذا الاتجاه، واعتبروه "تصفية حسابات" لانتخابات سابقة داخل الإدارة منذ ثلاثة أشهر، خاصة وأن عمال هذه المصلحة سبق لهم وأن وجهوا العديد من الرسائل الاحتجاجية للمديرية العامة، مطالبين بالتجهيزات الحديثة للمصلحة، إلا أن الإدارة صنّفت الأمر في خانة التشويش على عمل المدير الإقليمي، يضيف محدثونا. * وقال المضربون في لقائهم مع الشروق اليومي أنهم بحاجة إلى تدخل المديرية العامة لاتصالات الجزائر، التي شكّكوا في وصول رسائلهم إليها، خاصة وأنها تصف الحالة الكارثية التي تسير بها المصلحة وتطالب بتحسينها ليس إلا. ومن أمثلة ما تعانيه المصلحة تسييرها بثلاثة أجهزة كمبيوتر فقط تنظم دخول وخروج مكالمات خارجية لا حصر لها يعمل بها 93 عاملا، إضافة إلى اقتصار هذا التسيير على السمّاعات الهاتفية التقليدية بدلا من السماعات الحديثة القابلة للاستخدام في أجهزة الكمبيوتر، مما يجعل عمل الأعوان غاية في الصعوبة، خصوصا مع تزايد المكالمات. * وطالبوا في ذات الرسالة أن تتم تسوية خطوط المكالمات الخارجية وتجديد مختلف تجهيزات الصيانة وغيرها، حيث تم تجديد كل تجهيزات الوحدات الأخرى بخلاف هذه الوحدة التي تعمل بالمعدات التي جُهّزت بها منذ 1993، يقول المحتجون. ثم ّتطرق محدثونا إلى محدودية الخدمة التي تقدمها المصلحة في المناسبات والأعياد بالنظر إلى تجهيزاتها غير المتطوّرة وكثرة الطلب، حيث ضاعت أزيد من 8 آلاف مكالمة دولية تم طلبها من مواطنين ولم تتمكن المصلحة من ربطهم بالخارج للأسباب المذكورة آنفا، وهذا ما حال دون نجاح وصول المكالمات، في حين أن عدّاد المكالمات سجّل تكلفتها التي تم دفعها من طرف الزبائن. وقالوا أن نفس الشيء يحدث في كافة المناسبات، ودفاتر الأرشيف شاهدة على ذلك، يقول محدثونا. * وأضاف عامل آخر أن ما يثقل كاهل المصلحة أن كل الوزارات بالدولة لا تخصص لنفسها خطوطا خارجية، بل إن مكالماتها تمر عبر المصلحة من أجل ضمان الفوترة التي تعدها الوحدة تحسّبا للإجراءات الإدارية المتعلقة بتسيير ميزانية أية وزارة، مشيرا إلى أن هذا السبب وحده كاف لتنبّه الإدارة وتوفير العتاد الذي يضمن الخدمة الحسنة لبقية الوزارات. * وعرّج المحتجون للحديث عن مصلحة الإستعلامات التابعة لذات الوحدة التي يعملون بها، مفيدين أنها مصلحة لا تتمتع بالمعطيات الكافية لخدمة المواطنين ولا بالبرمجية المحيّنة التي تسمح لها بتقديم الأرقام المطلوبة في كل الأوقات، ناهيك عن التجهيزات التي تبقى قليلة جدا. وقد تعذّر علينا الاتصال بالمدير الإقليمي للوحدة بعد محاولات عديدة لمعرفة سبب هذه الإجراءات بحق العمال، كون الأمس هو يوم عطلة.