أكد مختلف رؤساء أحزاب التيار الإسلامي في الجزائر، على موقفهم النهائي من مقاطعة الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، ترشح الرئيس بوتفليقة، رسميا لعهدة رابعة، في وقت تراجعت جبهة التغيير عن موقفها لتعلن عن دخول غمار الانتخابات في انتظار اختيار مرشح توافقي. جاب الله: أفضل موقف هو المقاطعة أكد عبد الله جاب الله، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، أن أفضل موقف تتخذه الطبقة السياسية حاليا هو المقاطعة، ليصرح " لا تراجع عن خيار المقاطعة"، فيما رفض التعليق على قرار حزب جبهة التغيير، المشاركة في استحقاقات 17 أفريل، بعدما سبق لهم اتخاذ قرار المقاطعة ما يعني أن هناك حزبا محسوبا على التيار الإسلامي سيدخل للانتخابات، ليقول جاب الله "قرارهم لا يعنيني"، وأضاف "من يشارك في الانتخابات هو نوع من الدجل"، مشيرا إلى عدم وجود تعددية، وأردف "الانتخابات مزوّرة ومغلقة ولا قيمة لها وأفضل موقف هو المقاطعة". وقال جاب الله، بأن إعلان ترشح الرئيس بوتفليقة، لعهدة رابعة كان متوقعا لكن المفاجئ حسبه هو إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال، عن ترشحه ليقول "هذه سابقة ولأول مرة تقع، وهي مخالفة لما جرت به التقاليد والعادة، أن المترشح هو من يعلن عن ذلك"، وأضاف" يحمل هذا السلوك الدليل القوي على أن الرئيس مريض، ولا يمكنه الكلام، وأن يتقدم لعهدة رابعة هذا استخفاف بالشعب ونخبه، وعدوان على القانون الذي يطلب السلامة البدنية".
مقري: دائرة المقاطعين ستتوسع وبوتفليقة سينافس نفسه قال عبد الرزاق مقري، رئيس حركة حمس، بأن حركته مصرّة على المقاطعة، وأن العديد من الأحزاب ستتجه نحو مقاطعة الانتخابات بعد ترشح الرئيس بوتفليقة رسميا، ليقول: "إعلان ترشح الرئيس سيحسم في قضية مقاطعة العديد من الأحزاب". ورفض مقري، التعليق على قرار جبهة التغيير، دخول الانتخابات كأحد أطراف التيار الإسلامي، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستعرف انسحاب العديد من المترشحين الذين سبق لهم إعلان ترشحهم وسحب الاستمارات، لينضموا إلى من قاطعوا الانتخابات منذ بدايتها، لأن ترشحهم حسبه لا معنى له بعد ترشح بوتفليقة، مضيفا: "لا توجد أي منافسة إذا كان هو المترشح لأنه سينافس نفسه"، فيما أكد مقري، بأنه لم يقصد أي حزب بعينه في حديثه على صفقة السلطة مع حزب إسلامي، مشيرا إلى أنه حر في قراءته لما يحدث في الساحة السياسية، مضيفا: "كل ما توقعناه حصل، والأيام ستؤكد صحّة خيارنا للمقاطعة".
"جبهة التغيير": دخول الرئاسيات في انتظار اختيار المرشح هذا، وقررّت جبهة التغيير، خوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، في انتظار الفصل في طريقة المشاركة، وأوضحت جبهة التغيير في بيان أعقب اجتماع مجلس الشورى الوطني، بأنه " التزاما بمبدأ المشاركة السياسية، تعتبر الجبهة أنها معنيّة بهذه الانتخابات الرئاسية لأهميتها بالنسبة لمستقبل الجزائر ومستقبل الديمقراطية"، وهو القرار الذي اتخذ حسب البيان في جو من المسؤولية والوعي"، حيث تم تكليف المكتب الوطني بالاستمرار في مبادرة التوافق، وتعميق النقاش والتشاور مع المرشحين والأطراف السياسية للتوصل إلى مرشح توافقي لرئاسيات 17 أفريل، مع عقد مجلس شوري استثنائي للبت في مرشح الحزب. ودعت جبهة عبد المجيد مناصرة، رئيس الجمهورية إلى تطمين الطبقة السياسية بمزيد من الأفعال، والقرارات التي تزيل الغموض وتشجّع على المشاركة في العملية الانتخابية، وتوفير كل ضمانات النزاهة والحيادية.