خرج نشطاء "التيّار السلفي" في الجزائر عن صمتهم ليحذّروا في بيان جماعيّ لهم وقّعه 12 منسوبا إلى العلم بقيادة منظّر التيّار في الجزائر محمد علي فركوس من مخطّط "مهين يعمل أهل ملّة الكفر بدهاء ومكر لتنفيذه، أحيانا، ولو بالقوّة والقهر في بلاد الإسلام"، مشدّدين في بيانهم على حرمة الخروج للمظاهرات أو الاعتصام للمطالبة ب "الحرّيات واسترداد الحقوق والتداول على السلطة" وأنّ ذلك "من تزيين الكفّار للمسلمين لإذكاء نار الفتن والعداوات". وشدّد البيان، الذي جاء عشيّة انتخابات رئاسية مرتقبة "لا يُعرف فيها الحاكم من المحكوم" على الدعوة إلى "لزوم الجماعة وعدم الاستجابة لدعوات التفريق بين الحاكم والمحكوم والراعي والرّعية". ويرى خصوم هذا التيار، أنه في الوقت الذي كان ينتظر من أدعياء السلفية، تعريف النّاس بشروط الإمامة ومتى تنعقد وإن كان مقصد تحكيم الشريعة وردّ المظالم وتحقيق العدل معتبرا فيها؛ جاء البيان ليخوّف النّاس من المطالبة بحقوقهم أو الدعوة إلى إقامة دولة مؤسّسات وعدل وحكم رشيد عن طريق تذكير النّاس ب "سنوات الجمر". كما أشاد البيان بالأمن والاستقرار الذي تنعم به الجزائر في تعريف يرتبط في الشريعة الإسلامية بالإيمان وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية وليس مجرّد الأكل والشرب والنوم على معاصي الله وملاحظة سبّه في الطرقات واستشراء الظلم والفساد. وذكّر البيان النّاس بنعمة الأمن والأمان بعد سنوات جمر وظلام. وواصل شيوخ التيّار المدخلي الذين يلومهم خصومهم بالقول إنه لا مناصرة لحقّ لهم ولا دعوة إلى حسبة سياسية. وواصل أصحاب البيان هجومهم على كلّ من يريد الإصلاح والدعوة إلى قيام دولة عدالة وتنمية تنهي مآسي النّاس ومشاكلهم والمآزق السياسية بما يكفل تحقيق أمن استراتيجي للبلاد يحفظ للبلاد والعباد دينهم ودنياهم وكلّ ذلك حسب البيان بحجّة أنّ مشاكلهم تابعة لفسادهم، فالمكتوب على هذه الشعوب أنّ ولاّة أمورهم كانوا سيكونون صالحين لولا فسادهم. فالشعوب كمصر والجزائر وقعت عليها انقلابات "كان ذلك بسبب فسادهم وعدم صلاحهم على حدّ تفكير دعاة الإرجاء الذين يقبلون بنسب أي إهانة إلى الشعب ولا يستطيعون توجيه كلمة إلى الأنظمة".