حذر السلفي محمد علي فركوس، ومجموعة من مشايخ السلفية في الجزائر، من سيناريو ربيع عربي في الجزائر يكون مماثلا لما حدث في بعض الدول العربية، مؤكدين أنه يتعين على العقلاء والحكماء أن يحذروا من مخاطر الانحراف والانجراف داعين الشعب الجزائري إلى الوحدة. وجاء في البيان المنشور بالموقع الإلكتروني للشيخ فركوس، أن الجزائر ليست بحاجة إلى أن نحدث في جسمها "شرخا أو نجدد لها أحزانا أو ندمي فيها جروحا"، في إشارة واضحة إلى ما حدث في تسعينيات القرن الماضي، بعد أن ذاقت الويلات وتجرعت المآسي واكتوت بنار الفتنة، مضيفا أن تلك المرحلة تجاذبتها سياسات العنف والخوف طيلة عهد لم يكن -حسبه- من السهل على الجزائر اجتيازها، وذكر فركوس الجزائريين قائلا "اذكروا -أيها المنعمون بالأمن اليوم- كيف كنتم بالأمس"، مضيفا أن ذلك العهد ليس ببعيد، داعيا إلى تفويت الفرصة على دعاة الفتنة المبيتين للسوء المضمرين للعداوة الذين يسوؤهم "بقاء عز الإسلام شامخا، والدين في قلوب أبنائه راسخا، والبلد آمنا مطمئنا"، وقال فركوس إن الناظر في أحوال ما يجري في أوطان أهل الإسلام من أحداث متتابعة ووقائع متسارعة، في إشارة إلى دول الربيع العربي، وتلاحق الأزمات بها من كل جانب، وصارت هدفا لكل رام وضارب، يتضح -حسبه- للمتابع مدى "العداء الدفين والاتفاق الهجين والمخطط المهين" الذي يعمل "أهل ملة الكفر" على تمريره بدهاء ومكر وتنفيذه "أحيانا" بقوة وقهر، واعتبر أن ما يحدث غرضه "النيل من دين الأمة والقضاء على وحدتها" ووسيلتهم في ذلك "التهوين من لزوم جماعة المسلمين والانتظام في سلكها والاجتماع على كلمتها"، مشيرا إلى أن ذلك يعد "تشجيعا على مفارقتها وشق عصاها" ما قد يفهم على أنها إشارة لإنكاره على دعاة مقاطعة الانتخابات الرئاسية. كما أنكر الشيخ علي فركوس الخروج في مظاهرات واحتلال الشوارع والساحات وتصعيد موجة الاحتجاجات، واصفا ذلك بالمخالف لسبيل الأمة، المزين بشعارات الحرية واسترداد الحقوق والتداول على السلطة، من خلال إذكاء نار الفتن والعداوات عبر وسائل الإعلام وقنوات الاتصال، مما يوحي حسب فركوس، إلى النفرة والقطيعة -كما قال- بين الحاكم والمحكوم يؤدي إلى الفوضى واضطراب الأمور واختلال الأمن واستشراء الفساد.