تضمن أول تشكيل حكومي للولاية الرابعة للرئيس بوتفليقة، تعديلات جوهرية على قطاع الطاقة الاستراتيجي في البلاد، حيث تم الفصل بين الطاقة والمناجم، وتم إلحاق قطاع المناجم للمرة الأولى منذ عقود بوزارة الصناعة واحتفظ يوسف يوسفي بحقيبة الطاقة المقبلة على تعديلات جوهرية للمرحلة القادمة. وتزامن التغيير الذي أدخل على القطاع مع صدور قانون الطاقة الجديد، والذي أفسح المجال للمرة الأولى لاستغلال الغاز الصخري والزيت الصخري والبحث والاستكشاف في عرض البحر، فضلا عن رغبة الحكومة في تطوير قطاعات الطاقات المتجددة للحد من انعكاسات النمو السلبي لإنتاج النفط والغاز فضلا عن الحد من النمو الكبير للاستهلاك الداخلي للطاقة الذي بلغ العام الماضي 40 مليار دولار. قطاع الصناعة الذي ألحق به قطاع المناجم يعتبر من القطاعات الاستراتيجية لتحقيق نمو في الخماسي القادم حيث كلف به عبد السلام بوشوارب وزير الصناعة الأسبق في منتصف تسعينات القرن الماضي، بنفس الحقيبة ولكن بتحديات جديدة على رأسها بعث القطاع من خلال استراتيجية جديدة تستهدف رفع مشاركة القطاع في الناتج الداخلي إلى 15 % في غضون الأعوام الخمسة القادمة. محمد جلاب الرئيس المدير العام السابق للقرض الشعبي الجزائري والوزير المنتدب المكلف بالخزينة، تمت ترقيته لحقيبة المالية خلفا لكريم جودي. وتواجه محمد جلاب الذي يعرف جيدا القطاع، تحديات إصلاحات من الجيل الثاني للقطاع المالي الوطني الذي يعرف تأخرا بحوالي عقدين من الزمن كما تنتظره ورشة كبيرة لجعل القطاع المالي والبنكي من أهم محركات النمو الاقتصادي في البلاد. الوجه الجديد الطيب زيتوني في نهاية عقده الخامس، وهو مدير المجاهدين السابق بولايتي تلمسان ومعسكر ورئيس بلدية وهران في انتخابات 1997، عين خلفا لمحمد الشريف عباس. وزارة التربية كلفت بها نورية بن غبريط وهي مديرة سابقة للمركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران، وتعتبر الوزيرة الجديدة للقطاع واحدة من أكبر المختصين في الجزائر في علم الاجتماع، والتي ينتظرها أول تحد خلال أسابيع متمثلا في امتحانات نهاية العام الدارسي وعلى رأسها الباكالوريا والتعليم المتوسط. الوزيرة الجديدة للسياحة والصناعات التقليدية نورية يمينة زرهوني، وهي وال سابق بكل من تيبازة وعين تموشنت، ستحاول على غرار زملائها السابقين تحريك قطاع السياحة الذي يرفض الإقلاع بالنظر إلى طبيعة المعطيات المحيطة بقطاع السياحة الذي ينظر إليه محليا بأنه من الكماليات في ظل وجود ثروة النفط التي تسمح بتحقيق مداخيل تكفي لضمان السلم الاجتماعي. الأكاديمية نادية شربي لعبيدي، القادمة من الجامعة نحو قطاع الثقافة الذي تعرفه بصفته المتخصصة في السينما، ينتظرها تحد كبير يتمثل في قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بكل تشعباته والتحديات التي ترفعها الجزائر لإعادة البريق لعاصمة الشرق الجزائري بما يليق بمقامها كعاصمة العلم والعلماء وبما يخدم صورة الجزائر الثقافية أمام الضيوف العرب. المحامية الأستاذة مونية مسلم الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق النساء والأسرة عموما تكفلت بحقيبة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة عموما ومعروف أن الأستاذة مسلم ناشطة سابقة في جمعية راشدة المعروف بدفاعها عن النساء. ولعالم الشباب الذي تواجهه تحديات خطيرة نتيجة التحولات العميقة التي شهدها المجتمع الجزائري على مدار ربع قرن الأخير يعود الوزير الجديد القديم عبد القادر خمري الذي سبق له الإشراف على حقيبة الشباب والرياضة التي انفصلت هذه المرة إلى حقيبتين. وبحقيبة العلاقات مع البرلمان تم تكليف رئيس لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني خليل ماحي، من جبهة التحرير الوطني. وبالعودة إلى القطاع المالي، تم تعيين المدير العام السابق للخزينة حاجي بابا عمي وزيرا منتدبا لدى وزير المالية مكلفا بالميزانية والاستشراف، قادما من البنك الإفريقي للتنمية بتونس الذي عين فيه إطارا شهر جويلية 2013. حقيبة الشؤون الدينية تكفل بها الدكتور محمد عيسى مدير التوجيه والتعليم القرآني السابق بنفس الوزارة.