يكفي أن يتصفح أحدنا الصحف العربية الصادرة أول أمس وبالضبط طريقة تناولها لحفل "زين الليالي ليالي فبراير" بدولة الكويت الذي أحيته سيدة الطرب العربي وردة الجزائرية ومحمد عبده والمغربية أسماء لمنور. حتى يفضح شذوذ الصحف المصرية عن قاعدة التغطيات الصحفية ويكتشف سريعا أنها لم تتماثل بعد للشفاء من الغيرة والحقد اللذين أعميا بصائر أغلب عناوينها منذ تأهل المنتخب الجزائري للمونديال. ويبدو أن الشفاء قد يكون مستحيلا خاصة بعد أن أقدمت أغلب الصحف المصرية على تقديم تغطيات "مضحكة" سعت من خلالها "اليوم السابع" و"المحيط" إلى تهميش فقرة وردة الجزائرية. حيث استهلت مقالاتها بالمغربية أسماء لمنور ثم أشادت بمطرب العرب محمد عبده ومرت مرور الكرام بظهور وردة الجزائرية على المسرح رغم أن ظهورها -حسب الشرق الأوسط- كان مفاجأة للجمهور الذي حياها بقوة وتفاعل مع أغانيها ورددها معها كلمة بكلمة. هل سينقص حذف الصحف المصرية انتماء وردة إلى جزائريتها وهي المعروفة بلقب "وردة الجزائرية" شيئا في لقب سيدة الطرب العربي أو في شعبيتها؟ حتما لا. ولكنه أنقص الكثير من مصداقية وأخلاق هذه الصحف التي انتقدت في بداية الخلاف الجزائري المصري الفضائيات ثم سرعان ما أصابها الإسهال الكتابي بعد أن ادعت السمعية المرئية التوب. وللإشارة فإن وردة الجزائرية كانت من ضحايا ما جرى مؤخرا حيث ذهبت بعض الأصوات إلى مطالبتها بالرحيل عن مصر بمجرد أن تمنت للجزائر التأهل إلى المونديال وهو ما أدخلها في حالة نفسية سيئة استطاعت أخيرا التخلص منها بالظهور المميز في "ليالي فبراير".