قصف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، سلفه في المنصب، عبد العزيز بلخادم بالثقيل، واتهمه بالسعي لركوب الأفلان من أجل تحقيق غاية سياسية تتمثل في الوصول إلى منصب رئيس الجمهورية. وخرج عمار سعداني عن النص المكتوب في كلمته بمناسبة افتتاح دورة اللجنة المركزية أمس، بفندق الأوراسي، ليكشف خبايا ظلت طي الكتمان، في علاقته بالأمين العام السابق للحزب، عبد العزيز بلخادم، الذي صنع الحدث أمس رفقة أنصاره بأروقة الأوراسي، محاولين اقتحام قاعة الأشغال، في محاولة منهم لكسر قرار منع ثمانية من أعضاء اللجنة المركزية من حضور الدورة. الرجل الأول في الأفلان، أكد أن بلخادم كان في مقدمة داعميه للترشح لمنصب الأمانة العامة، غير أنه رهن هذا الدعم، بانتقام سعداني نيابة عنه من الوزراء الذين تمردوا على بلخادم قبل سحب الثقة منه في جانفي 2013، وقال سعداني: "عندما كان منصب الأمين العام شاغرا، زرت بلخادم في بيته وأبلغته نيتي الترشح لذات المنصب، فبارك وقال لي بصريح العبارة: سوف لن أسامحك إذا لم تنتقم من الوزراء". وكان يقصد سعداني الوزراء الأعضاء السابقين في المكتب السياسي، وهم عبد العزيز زياري الذي شغل حقيبة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الطيب لوح الوزير السابق للعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، وعمار تو الوزير السابق للنقل، ورشيد بن عيسى الذي شغل حقيبة الفلاحة والتنمية الريفية، ورشيد حراوبية الذي شغل حقيبة التعليم العالي والبحث العلمي، ومحمدو خودري وزير العلاقات مع البرلمان السابق، وموسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السابق، فضلا عن الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية مكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل حاليا. وأكد سعداني أن عضو المكتب السياسي الحالي، رشيد عساس، كان شاهدا على دعم بلخادم له في الدورة التي انتخب فيها أمينا عاما في 29 أوت المنصرم، إذ حمله وكالة لينوب عنه في التصويت لصالح سعداني لمنصب الأمين العام، وهو ما دفعه للتساؤل عن خلفيات انقلاب بلخادم عليه، قبل أن يتحداه بالذهاب إلى مناظرة تلفزيونية. وهاجم الرجل الأول في الأفلان سلفه في الأمانة العامة بشراسة، وعاد إلى المؤتمر التاسع الذي جاء ببلخادم على رأس الأفلان، متهما إياه ب"إحضارالجلفة بكاملها للتصويت عليه"، وهو الذي لم يكن عضوا في اللجنة المركزية، وقال: "بلخادم أحضر الجلفة بكاملها للتصويت عليه في المؤتمر التاسع، ومع ذلك سكتنا وصبرنا عليه، وعملنا معه طيلة عشر سنوات بالرغم من الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها.. ". ومضى سعداني مهاجما بلخادم وبلعياط وأنصارهم: "عندما كانوا في قيادة الحزب كان كل شيء على ما يرام، لكن وبمجرد خروجهم، حولوا المقاهي والجرائد إلى منابر لمهاجمة الحزب ورموزه وتوجهاته، متجاوزين حتى القانون الأساسي الذي وضعوه"،: وأضاف: "أحدهم يسمي نفسه منسق المكتب السياسي. هل هناك في القانون الأساسي للحزب منصبا يسمى منسق المكتب السياسي؟ ثم هل هناك منسق أبدي للمكتب السياسي؟ ثم يأتي قاسة عيسي وينتحل شخصية مسؤول الحزب ويسرق أختامه ويوقع بها البيانات ويرسلها للصحافة..". واتهم سعداني خصومه بالتقليل من شأن العدالة وعدم احترام قوانين الدولة: "تركوا أطر الحزب وذهبوا للعدالة، ثم لما خسروا المعركة رفضوا الامتثال لقراراتها. ماذا يريدون؟ نحن لم نسرق الشرعية كما سرقوها هم. نحن جئنا من القاعدة، وأعضاء المكتب السياسي كلهم مناضلين، وأعضاء اللجنة المركزية كلهم مناضلين، عكس ما كان عليه الأمر في عهد بلخادم". وأقسم سعداني بأن بلخادم سوف لن يعود لقيادة الحزب مهما حاول: "أعطوني أمينا عاما سحبت منه الثقة ثم عاد لمنصبه؟ ثم لماذا الرجوع؟ إذا كان الرجوع من أجل بناء الحزب، فبلخادم قضى في منصب الأمين العام عشر سنوات، ولم يزده إلا تشتيتا وتفرقة. إذا كان يريد الترشح لرئاسة الجمهورية فذاك لن يكون بنقل الحزب إلى بيته". وتابع متسائلا: "هل سمعتم يوما بأن أمينا عاما سابقا أو لاحقا عين أبناءه وأقرباءه قي هيئات قيادية للحزب، من محمد الصالح يحياوي إلى عبد الحميد مهري.. ما دخل أولاد بلخادم في الحزب؟