قد تكون مهنة رجل الأمن هي الأقرب إلى الموت من أي مهنة أخرى في كل دول المعمورة، لأجل ذلك بقي الشرطي مهما كانت رتبته الأقرب إلى الموت ليس بالرصاص الذي يمتلكه عدوه وهو المجرم، أو صديقه وهو الشرطي، وإنما أيضا بسبب الحالة النفسية الصعبة التي يوجد فيها كلما اشتد لهيب الوطيس ففي الولاياتالمتحدة وحسب صحيفة الفيغارو الفرنسية فإن معدل مقتل رجال الأمن ارتفع خلال السداسي الأول من عام 2009 بنسبة 20 بالمئة مقارنة بالسداسي الأول من عام 2008 أي 66 حالة قتل في العام الماضي مقابل 55 في ذات الستة أشهر من العام الذي سبقه، وكانت طرق التقتيل مختلفة من بينها 35 حالة مثيرة وهي صدم الشرطي في الحواجز الأمنية بقوة وعنف بواسطة سيارات فورد الأمريكية القوية أو بواسطة الشاحنات المهربة للمخدرات أو للأسلحة أو للمجرمين، وكل ضحايا الشرطة من الأمريكيين من الرجال .. وحسب مصالح الأمن فمعظمهم أي 51 منهم من أصحاب البشرة البيضاء ومعدل أعمارهم 39 عاما. * أما في فرنسا فقد تم إحصاء منذ عام 1971 مقتل 620 رجل أمن 98 بالمائة منهم من الرجال، وغالبيتهم من المتزوجين ولم يبلغوا سن الأربعين، ومازال رجال الأمن في فرنسا الأكثر عرضة للقتل لحد الآن .. وتبقى جنوب إفريقيا البلد الذي يعيش الشرطي فيه الجحيم، حيث تم تسجيل في كل يوم واحد 11 قتيلا منذ عام 1998، وكان عام 2000 قد شهد مقتل 275 قتيل في جنوب إفريقيا سقط 60 منهم بمدينة سويطو .. وتعتبر الهند من أكثر الدول التي يسقط فيها الشرطة قتلى، دون نسيان العراق التي سقط فيها منذ بداية الاحتلال الأمريكي مالا يقل عن عشرين ألف شرطي سواء من المقاومين أو من الأمريكيين أو من رجال الأمن أنفسهم في عمليات تصفية الحسابات. * في دول عديدة في شرق آسيا وأمريكا اللاتينية عندما يختار أي شاب أو أي شابة مهنة شرطي يكتب وصيته ويختار بنفسه المكان الذي يدفن فيه بعد موته كدليل على أن موت الشرطي أقرب للحياة منه.