يبدو أن رئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس، قد استنسخ التنظيم الهيكلي لحزبه الجديد طلائع الحريات من حزب جبهة التحرير الوطني، الذي سبق له أن تولى أمانته العامة، وبلغ حد الاستنساخ إلى درجة يصف فيها متابعون حزب بن فليس بالأفلان المكرر. فعلى عكس التشكيلات السياسية التي عرفتها البلاد منذ تبني التعددية الحزبية، والتي تسعى إلى استحداث هياكل تنظيمية جديدة بحسب توجهها الإيديولوجي، قرر المؤتمر التأسيسي لحزب بن فليس اعتماد تسمية اللجنة المركزية، وهي نفس التسمية لأعلى هيئة بين مؤتمرين لدى حزب جبهة التحرير الوطني، بدل المجلس الوطني كما هو الحال في التجمع الوطني الديمقراطي، وبقية الأحزاب المؤسسة في تاريخ التعددية الحزبية، أو مجلس الشورى لدى حركة مجتمع السلم ولدى باقي الأحزاب الإسلامية، كما قرر المؤتمرون تسمية المكتب السياسي والذي ينتخب أعضاؤه "أكثر من 20 عضوا" من قبل اللجنة المركزية للحزب، كما في الأفلان الذي يحصي 19 عضوا في مكتبه السياسي، عوض إطلاق تسمية المكتب الوطني أو الأمانة الوطنية. كما أظهر الأمين العام الأسبق للأفلان، علي بن فليس، نوعا من التشبث بالحزب العتيد، من خلال استحداثه منصبي رئيس الحزب والأمين العام، كما هو الشأن في الأفلان بعد مؤتمره العاشر، أين تم تزكية عبد العزيز بوتفليقة رئيسا وعمار سعداني أمينا عاما، حيث يتولى بن فليس رئاسة الحزب، فيما أوكلت الأمانة العامة لوزير الخارجية الأسبق، أحمد عطاف. ووصل التشابه بين الحزبين حتى إلى التعيينات في مناصب المسؤولية والهيئات القيادية للحزب، حيث تم انتخاب 292 عضو في اللجنة المركزية لحزب طلائع الحريات من قبل زملائهم مندوبي الولايات، فيما تم تعيين 100 عضو آخر في القائمة الوطنية من قبل رئيس الحزب علي بن فليس، كما هو الشأن في الحزب العتيد، حيث تم انتخاب أكثر من 400 عضو من قبل المؤتمرين فيما عين عمار سعداني أكثر من 100 عضو آخر في القائمة الوطنية من بينهم وزراء في حكومة عبد المالك سلال. وفي السياق، صادق المؤتمرون على 7 لوائح مثلما حدث في المؤتمر العاشر للأفلان، غير أنهم زادوا عليها بواحدة تتعلق باقتراح رئيس الحزب علي بن فليس للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، وهو ما يعتبره متابعون استفزازا ضمنيا لحزب السلطة. ويكمن الاختلاف الوحيد بين التشكيلتين، في إطلاق تسمية المنسقين الولائيين على مسؤولي الحزب في الولايات عوض المحافظين أو أمناء المحافظات كما هو الحال في الأفلان. وتتعلق اللوائح التي صادق عليها المؤتمر التأسيسي لحزب طلائع الحريات بلائحة الخروج من الأزمة، وهو اقتراح بن فليس الذي يتلخص في مطلب مرحلة انتقالية تنطلق بهيئة انتخابية مستقلة، إلى جانب لائحة السياسية العامة، لائحة مكافحة الفساد والرشوة، لائحة الإرهاب الدولي وخطورته، ولائحة الثقافة والأمازيغية.