كشفت اليومية الكاثوليكية الفرنسية "لاكروا"، عن توجهات جديدة للكنيسة الكاثوليكية في الجزائر، بعد تعيين السفير البابوي الجديد بالجزائر. وبحسب المصدر ذاته، فإن أولى الملفات التي تنتظر السفير الجديد، لوتشيانو روسو القادم من رواندا، هو تعيين اثنين من الأساقفة، وهو المعطى الذي يأتي بعد وصول وجوه جديدة غير فرنسية للعمل في الكنيسة بالجزائر، على غير العادة. وجاء في مقال صحفي بالجريدة الناطقة باسم الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا، أن الدار الأبرشية بالجزائر، تضم اثنتين من الأخوات الإيطاليات، وفتيات من المكسيك والبيرو والهند تضمن الخدمات الخيرية. أما كنيسة السيدة الإفريقية فقد عاشت على وقع تغييرات لافتة، يطبعها وصول إطارات كنسية من ذوي البشرة السمراء على غير العادة، أحدهم قادم من بوركينا فاسو، والثاني من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وآخر من البرازيل. وتشهد الكنيسة الكاثوليكية في الجزائري، تحولا، بحسب المصدر، قواه تغيير الوجوه الدينية التي اعتادت أن تكون بشرتها بيضاء، لتحل محلها الوجوه ذات البشرة السمراء، التي لها تجارب أخرى مع الدين الإسلامي، والرسالة واضحة وهي حسن استقبال مرتادي الكنيسة من المهاجرين القادمين من وراء الصحراء الكبرى، وكذا الطلبة الأفارقة، فضلا عن الجزائريين، تصيف "لاكروا". التحولات التي تشهدها الكنيسة الكاثوليكية لها علاقة أيضا بالتحولات التي تشهدها الجزائر ومسار علاقاتها بالمستعمرة السابقة، فضلا عن الرسالة الجديدة للكنيسة التي لم تعد تتماشى والتعاليم التي رسمها الكاردينال دوفال في عام 1962 (استقلال الجزائر)، بينما كان الفرنسيون والأوربيون يفرون من الجزائر بعد انتهاء الحرب وخروج فرنسا مدحورة. القرارات الجديدة تأتي بعد اجتماع انعقد في عام 2014، في وقت كانت فيه الكنيسة بالجزائر من دون سفير بابوي ومن دون أسقف منذ مغادرة المونسينيور كلود رو. وهي القرارات التي تسعى لجعل الكنيسة في الجزائر "كنيسة مواطنة"، تجمع بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وهي الإشكالية التي سيتباحثها رجال الإكليروس في اجتماع مقبل تحت عنوان: "أي كهنة لأي كنيسة في الجزائر". وتتكون كنيسة الجزائر من أربع أربرشيات، هي الأبرشية بالجزائر التي توجد من دون أسقف، وأبرشية قسنطينة، وأبرشية وهران، وأبرشية غرداية، التي استقال أسقفها المونسينيور كلود رو في وقت سابق.