أعادت حادثة هجوم النمر الأبيض على طفل في حديقة الحيوانات ببن عكنون إلى الأذهان عدة حوادث كانت حدائق التسلية مسرحا لها.. وهو ما يؤكد انعدام الأمن والإهمال الكبير، الذي طال الفضاءات التي يقصدها الجزائريون للترفيه والترويح عن النفس في ظل قلة الأماكن المخصصة للراحة والاستجمام. وقد أسالت حادثة تعرض الطفل ذي ثماني السنوات لهجوم النمر الأبيض الكثير من الحبر، خاصة أن الطفل فقد ذراعه على إثر الهجوم العنيف الذي قام به النمر ضد الطفل، الذي أفادت بعض الأخبار أنه حاول تسلق القفص في ظل إهمال الإدارة، التي كان من المفروض أن توفر حارسا أو مربي حيوانات أمام كل قفص حتى تتجنب وقوع مثل هذه الحوادث، خاصة أن الأطفال معروفون بحب الاكتشاف، إضافة إلى وجوب توفر إجراءات الأمن والوقاية في حدائق التسلية والحيوانات. ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، بل عرفت هذه الحدائق مجموعة من الحوادث التي راح ضحيتها بعض الزوار، كان آخرها إصابة شابين بجروح متفاوتة الخطورة في الفم والعين والذراع والرأس، بعدما وقع عطب في لعبة الأخطبوط التي كانا يركبانها في حديقة التسلية بتيارت. كما عرفت حديقة التسلية بسطيف كذلك وفاة امرأة بعد سقوطها من لعبة، فاضطر القائمون على الحديقة إلى إغلاقها إلى حين صيانة الألعاب بصفة شاملة والعمل على توفير الأمن والسلامة لمرتاديها، خاصة بعد أن اشتكى زوارها من غياب إجراءات السلامة الوقائية. ومن الحوادث التي علقت في أذهان الكثير من الجزائريين، الحادثة التي تعرضت لها طفلة صغيرة عام 2008، نجت من الموت المحقق بأعجوبة، بعد أن هاجمها فيل هائج بحديقة التسلية ببن عكنون، حيث كانت الصغيرة تقف بالقرب من السياج المحيط بالفضاء المخصص له، قبل أن يحملها الفيل بخرطومه ويبتلع نصف جسدها وسط ذهول الزوار، غير أن أحدهم تحلى بالشجاعة ليجتاز السياج ويدخل في صراع مع الحيوان الهائج لينجح في تخليص الطفلة من بين أنيابه. ولم تقتصر الحوادث على الألعاب فقط بل تعدتها إلى الاغتصاب واعتداءات السرقة التي تعرض لها العديد من مرتادي هذه الحدائق، خاصة حديقة بن عكنون باعتبارها تضم غابات شاسعة ومساحة ممتدة دون حراسة أو توفر رجال الأمن لمعاينة المكان وترصد المنحرفين، فقد شهدت الحديقة حادثة اغتصاب مروعة لمراهقتين من طرف عصابة تضم نحو 40 متورطا. ويشتكي الزوار في كل مرة من اهتراء الألعاب، التي من المفروض أن تقوم إدارة الحدائق بصيانتها بصفة دورية، بل طالب الكثير من مرتادي هذه الفضاءات بتجديد كل هذه الألعاب التي أكل عليها الدهر وشرب، خاصة في ظل تعطلها في كل مرة ما يشكل خطرا على حياة الزوار، إلا أنه لا جديد يذكر رغم المشاريع التي تطلقها الجهات المختصة دون تجسيدها على أرض الواقع. "الشروق" تنقلت إلى حديقة التسلية ببن عكنون للوقوف على مدى تجسيد المشروع الذي سبق أن كشف عنه مدير مكتب الدراسات الخاصة بالتنمية الريفية ل"الشروق" العام المنصرم، الذي أكد على استقدام ألعاب حديثة وفريدة من نوعها خلال أشهر قليلة، وإعادة تهيئة الحظائر بمواصفات دولية، إلا أنه لا شيء تم تجسيده من ذلك المشروع وبقي هذا الأخير حبيس الأدراج على ما يبدو.