شهدت، أول أمس، حديقة الحيوانات والتسلية ببن عكنون في العاصمة، حادثة مروعة راح ضحيتها طفل في الثامنة من العمر، التهمت أنثى النمر الأبيض ذراعه وصدره وهو يحاول الدخول إلى القفص، وسط دهشة وذهول الزوار الذين صدموا لهول ما رأوا. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها السياسي ، فإن الحادثة وقعت على الساعة الثانية إلا الربع، حيث كان ابن بستاني بالحديقة، يلعب بالقرب من قفص يحوي ثلاثة نمور بيضاء تابعة لحديقة الحيوانات بولاية مستغانم، تم استعارتها من قبل إدارة حديقة بن عكنون على أساس أن تسترجعها إدارتها الأصلية بعد فترة. وقام الطفل، البالغ من العمر ثماني سنوات، بتسلق سياج القفص حتى يتسنى له الدخول واللعب مع النمور، في غفلة عن والده وغياب تام لأعوان الأمن، لكن حركة النمر كانت أسرع منه، أين قفز هذا الأخير والتهم ذراع الطفل تاركا إياه معلقا على السياج، وهو ينزف بشدة، مما خلّف حالة ذعر كبيرة وسط الزوار الذين سارعوا لطلب المساعدة من مربي الحيوانات الذين كانوا بعيدين عن المكان، الأمر الذي استدعى نقل الضحية على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي إسعد حسني ببني مسوس، وحسب أحد المختصين، بذات المستشفى، فقد خضع الضحية لعملية جراحية بعد أن وصل إلى المستشفى في حالة خطيرة، وهو مصاب على مستوى ذراعه وصدره، وقد طوّقت الشرطة مكان وقوع الحادث وفُتح تحقيق حول تفاصيل الحادثة التي أرجعها العديد من الزوار والعمال إلى إهمال الإدارة، خاصة في ظل غياب أعوان الأمن والوقاية ومربي الحيوانات بالقرب من مكان تواجد الحيوانات، مما يشكل خطرا على حياة الزوار. وللإشارة، حاولت السياسي الاستفسار أكثر عن تفاصيل الحادث، فاتصلنا بإدارة حديقة الحيوانات ببن عكنون من أجل تزويدنا بتفاصيل حول الحادثة، إلا أنه لم يتم الرد على المكالمة. زوار حديقة بن عكنون في خطر وللتذكير، تعتبر حديقة الحيوانات والتسلية ببن عكنون، في العاصمة، من الأماكن الترفيهية الأكثر إقبالا من قبل الزوار، خاصة في العطل الأسبوعية والموسمية، إلا أنها فقدت مكانتها بسبب الإهمال الذي طالها حيث باتت تشكّل خطرا على الوافدين إليها، بسبب قدم الألعاب المتواجدة بها، وهو ما وقفت عليه السياسي خلال زيارتها الميدانية لحديقة الوئام ، التي تشهد وجها مغايرا تماما لما كانت عليه في السنوات السابقة. فلا يخفى على أحد من المترددين على الحديقة، أنها تضم ألعابا أكل عليها الدهر وشرب، فهي تعود الى سنوات الثمانينيات ولم يتم تجديدها، بالعكس، يتم سنويا توقيف نشاط الألعاب مثلما حدث مع إحدى الألعاب التي تقرر توقيفها للصيانة، على حد تعبير عمال الحديقة، الذين أعربوا لنا عن تأسفهم للوضعية التي آلت إليها الألعاب، فقد سئموا من عمليات الصيانة والترقيع التي لم تعد تجدي نفعا مع الألعاب القديمة جدا، فالكثير من العائلات غيرت وجهتها الى حدائق أخرى باعتبارها أكثر أمانا. كما يرجع عزوف العائلات والزوار الى الخوف من الحوادث جراء ركوب الألعاب وهو ما أجمع عليه الكثير من المواطنين ممن التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، حيث شهدت الحديقة حوادث متفاوتة الخطورة والتي كانت آخرها في إحدى الألعاب التي عرفت حالة تعطّل مما تسبّب في فقدان التحكم في حركتها، مما أدى الى إصابة عدد من ركابها بجروح، وعلى غرار ذلك، فقد نجت سنة 2008 طفلة من الموت المحقق، عندما اختطفها فيل وهي تقف أمام السياج وسحبها إلى داخل القفص في مشهد مروع أمام عائلتها وزوار الحديقة.