باشرت فرقتا الدرك الوطني لبلديتي حمام بني صالح بولاية الطارف، ومجاز الصفا لولاية قالمة، تحقيقاتهما، في قضية اصطياد البقر الوحشي، أو ما يعرف باسم المها من محمية الأيل البربري المشتركة بين بلديتي حمام بني صالح بولاية الطارف ومجاز الصفا لولاية قالمة، والتي عثر على قطيع منها مقتولة بسلاح كلاشنكوف وعليها آثار محاولة الذبح لأجل استغلال لحومها. وحسب مصادر الشروق اليومي، من المنطقة فإن التحقيقات بدأت بسؤال بعض عناصر الدفاع الذاتي والمقاومين الذين تواجدوا في المنطقة منذ سنوات العشرية الحمراء، فيما تم إرسال رأس بقر الوحش إلى المخبر الجهوي بقسنطينة لأجل تأكيد نوعية السلاح المستعمل في القضاء عليها، للعلم فإن هذه المحمية الجبلية يكثر فيها الصيد العشوائي لحيوان بقر الوحش من طرف مجهولين، لم تستطع فرق الدرك الوطني لحدّ الآن تحديدها، في انتظار ما سيسفر عنه تحقيق فرقتي الدرك الوطني لبلديتي مجاز الصفا وحمام بني صالح، خاصة أن بقر الوحش بدأ ينقرض ويخشى أن يعرف مصير الأيل البربري، الذي تواجد بكثافة في المنطقة قبل انقراضه، في العشريتين الأخيرتين، ضمن أكبر المآسي التي مسحت تواجد الأيل البربري بمنطقة القالة نهائيا، حيث هاجر البلاد وانقرض نهائيا في السنوات الأخيرة. وكانت مختلف الجمعيات البيئية قد راسلت الحكومات منذ الثمانينيات من القرن الماضي، لإنقاذ هذا الحيوان الموجود حاليا بكثرة في الجهة الغربية من تونس، ولكن بقي تحركها من دون صدى، حتى فقدت الجزائر نهائيا آخر أيل بربري، كما أكد ذلك الأستاذ عامر بشير، رئيس جمعية حماية البيئة بولاية الطارف، الذي أخطرنا بكيفية تحويل الأيل البربري، خارج الوطن باصطياده برصاصات مخدّرة ليجد نفسه خارج الحدود ولم يظهر له أثر منذ العام 2004، ومعروف أن الأيل البربري قد تكاثر بشكل رهيب في السنوات الأخيرة للثورة التحريرية، عندما أنشأت فرنسا الاستعمارية خط موريس وقامت بتسييج آلاف الهكتارات لمنع تحرك المجاهدين وتهريب السلاح من تونس فتكاثر الأيل البربري إلى درجة أنه صار يرعى مع الأبقار، وكثيرا ما يزور سكان القالة أمام منازلهم، وفي غياب الوعي صار البعض يستهلك لحومه الشهية ويستغل جلده في صناعة أرقى السترات الجلدية وبيع قرونه للأجانب، ثم بدأ رواج بيع الرأس الواحد للأشقاء التوانسة بمبلغ يقارب 300 دينار تونسي، أي حوالي مليوني سنتيم، وتشكلت في القالة بولاية الطارف عصابات صيد لم نسمع أبدا عن متابعتها إلى أن انقرض هذا الحيوان نهائيا من الجزائر، ويبدو أن بقر الوحش يسير إلى ذات المصير.