أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، السبت، حرصه على العمل مع ملك المغرب لتعزيز روابط الأخوة بين الشعبين، وذلك بالتزامن مع برودة تطبع العلاقات بين البلدين، بسبب ملف الصحراء الغربية وكذا سعي الرباط لدخول الإتحاد الإفريقي على جثة الجمهورية الصحراوية. وجاء في رسالة بوتفليقة، للعاهل المغربي بمناسبة عيد ثورة الملك والشعب وعيد الشباب: "أغتنم هذه السانحة الطيبة لأجدد لكم حرصنا الدائم وعزمنا الثابت على العمل مع جلالتكم من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتضامن الثابتة التي تربط شعبينا الشقيقين بما يستجيب لتطلعاتهما في التقدم والرقي والازدهار". وجاءت هذه الرسالة قبل ساعات من خطاب مرتقب للملك المغربي، بمناسبة عيد الثورة تشير توقعات أنه لن يخرج عن تقاليد المخزن بتوزيع التهم نحو الجزائر لدعمها استقلال الصحراء الغربية أو ما يسميه الوحدة الترابية للمملكة. ولم تخرج رسالة الرئيس بوتفليقة كذلك عن التقاليد الدبلوماسية في المناسبات الوطنية بين البلدين، أين يتبادل قائدا الدولتين التهاني والتأكيد على ترقية العلاقات التي تشهد توترا مزمنا منذ عقود. وشهد محور الجزائر- الرباط خلال الأسابيع الأخيرة حربا باردة عنوانها "الإتحاد الإفريقي"، بعد إعلان ملك المغرب في رسالة لقمة كيغالي الأخيرة، عزم بلاده العودة إلى الهيئة التي طلقها بالثلاث عام 1984 (منظمة الوحدة الإفريقية) بسبب دخول الصحراء الغربية كدولة بعضوية كاملة. وتشترط الرباط إزاحة الجمهورية الصحراوية من التجمع الإفريقي لدخوله مجددا، وهي شروط سارع كل من الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، إلى الرد عليها برفض أي شروط مسبقة لعودة محتملة للمغرب إلى الإتحاد الإفريقي. وأكد لعمامرة أن الجزائر ترفض شروط المغرب للانضمام إلى الاتحاد الأفريقي، لافتا إلى انه من غير المعقول أن تطرح الرباط مسألة عضوية بلد مؤسس مثل الجمهورية العربية الصحراوية. وأوضح "إن الدخول إلى الاتحاد الأفريقي يتطلب إجراءات محددة، وأن المغرب إذا رغب في الانضمام إلى هذا الاتحاد عليه الالتزام بكل متطلبات عقده التأسيسي". وأكد الإتحاد الإفريقي في بيان له مذ أيام أن "مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي (يقوده السفير الجزائري إسماعيل شرقي) أكد في اجتماع له على أهمية أن تمتثل كل دولة تريد الانضمام إلى العقد التأسيسي وتقبل كعضو في الاتحاد لكل الشروط التي ينص عليها العقد سيما المادتين 27 و 29 (1) و(2) و كذا الأحكام الأساسية المتضمنة في المادة 9 (ج)". ووفق نفس المصدر فإنه "لابد أن تلتزم الدول المعنية بتشريف والاحترام التام لمبادئ الاتحاد كما هي محددة في المادة 4 من العقد التأسيسي" وذلك في إشارة إلى دول إفريقية وقعت لائحة تدعم فيها عودة الرباط للإتحاد مجددا. وجاءت هذا الخلاف بين الجزائروالرباط بشأن العضوية في الإتحاد الإفريقي لتضفي توترا أكثر على العلاقات بين البلدين التي تطبعها البرودة بسبب ملفي الصحراء الغربية والحدود المغلقة منذ العام 1994 وهي ملفات رغم تعقيداتها لكنها لم تقطع "دبلوماسية التهاني" بين قيادتي البلدين.