اشترط أصحاب المطاحن ومحّولي العجائن والقمح ومنتجي السميد، على الديوان الوطني لمهنيي الحبوب، تنظيف القمح المخزّن لديه جيدا من التبن وبقايا الأعشاب الضارة وبقايا الزرع والحصى والتسوّس، وقال المنتجون أن نسبة الشوائب عالية في القمح الجزائري، وتصل إلى 20 بالمائة، ويجب على الديوان تنقيته، وقال أصحاب المطاحن في تصريحات ل "الشروق" إن القمح الجزائري رديء النوعية وفقير من المواد العضوية، عكس القمح الفرنسي والكندي والأمريكي الغني بهذه المواد. * وقال عبد الله زواوي مسيّر مطاحن الإخوة زواوي بولاية برج بوعريريج في تصريحات ل "الشروق" وهي من بين أكبر مطاحن القمح الصلب والليّن عبر الوطن أن "القضية ليست قضية سعر بل قضية نوعية...نحن لم نقل لا نريد شراء المنتوج الوطني بل نحن مستعدون لشراءه، ولكن نريد أن نتحاور لنتوصل إلى حلول تخدم مصلحة المطاحن وتخدم مصلحة الإقتصاد الوطني والديوان، الذي نطالبه بتنظيف القمح المخزّن لديه من التبن والنفايات العالقة به، وعندها يمكننا شراءه والتغاضي عن رداءة نوعيته". * وقال عبد الله زواوي "المستهلك الجزائري يشترط السميد الأصفر اللون، في حين أن القمح الجزائري ينتج سميدا أبيضا، فنسبة البروتين في القمح الجزائري ضعيفة جدا، ولا يعجن جيدا وينتج خبزا رديئا، كما أن نسبة مردودية القمح الجزائري ضعيفة جدا مقارنة بالقمح الفرنسي والأمريكي والكندي، هذا كله بالإضافة إلى مشكلة عدم نظافتة، "كل هذا نتيجة نقص المعاجلة أثناء زرعه، ونقص الأسمدة، ناهيك عن غياب دفتر شروط بين الفلاح والديوان". * من جهة أخرى، قال ممثل مطاحن بسكرة "نحن لسنا رافضين لهذا القمح، لكن المستهلك يطلب النوعية، ونحن مطالبين بتوفير النوعية، والقمح الجزائري رديء، فنحن موجودين للتعاون مع الديوان، تعاونا معه في أحلك الظروف وسنتعاون معه الآن، وهو مطالب بتسويق مخزونه من القمح وإلا سيتلف"، متسائلين: لماذا لا يكون هناك قرارا يطبق على جميع المحولين والمتعاملين، وينخرط في تطبيقه كل من لهم علاقة بتحويل القمح، وإلا فإن بعض المحوّلين سينخرطون في العملية ويشترون القمح من الديوان، في حين سيستمر العديد من المحولين الآخرين في استراد القمح من الخارج، وينتجون دقيقا ذو جودة رفيعة وعجائن عالية النوعية يسوّقونها في السوق بسهولة ويجنون ويكسبون السوق والمنافسة والأرباح، أما المحولين الذين سينخرطون في مهمة إنقاذ القمح الجزائري من التلف والرمي فإنهم سينتجون دقيقا رديئا وعجائنا رديئة. * وأكد سعيد عقلي صاحب "مطاحن عقلي" ومصانع العجائن ببسكرة:"نحن مستعدون لشراء المنتوج الوطني لأننا أبناء هذا الشعب، رغم أنه المستهلك الجزائري لا يقبل على شراء السميد المصنوع من القمح الجزائري". * وانتقد أصحاب المطاحن بشدة المدير العام للديوان أمام وزير الفلاحة متهمينه بغلق أبواب الحوار أمامهم ورفض استقبالهم، وقال أصحاب المطاحن أن مقابلة المدير العام للديوان الوطني لمهنيي الحبوب "أصعب من مقابلة الوزير نفسه وأنهم تمكنوا من مقابلة بعض الوزراء كوزير الفلاحة ووزير التجارة في حين لم يحظوا بدقيقة استقبال من طرف مدير الديوان". * وفيما ناشد وزير الفلاحة جميع المتعاملين في قطاع العجائن ومنتجي السميد ومحوّلي القمح، إنقاذ 6 ملايين قنطار من القمح من التلف، وقال إن هذه الكمية يجب استهلاكها قبل أوت المقبل أي قبل موسم الحصاد المقبل وإلا ستتلف، بمعدل تسويق 1 مليون طن من القمح على الأقل كل شهر، ولهذا نحن نوجه ندائنا للوطنيين الذين يشجعون الإنتاج الوطني لإنقاذ هذا القمح من الرمي. * وقال صاحب مطحنة أخرى "أنه أخذ القمح الجزائري إلى المخابر، وتبين أنه غير مطابق للمقاييس، حيث أنه يتضمن نسبة حديد ضعيفة جدا مقارنة بالمقاييس العالمية، والإقتصار على استهلاكه يسبب مرض فقر الحديد للمستهلكين، وهو نوع من فقر الدم، لأن الخبز يجب أن يكون غنيا بالمواد العضوية الغذائية، وهي المواد التي يستمد منها الخبز قداسته التي تفوق قداسة".