يواجه مربو الإبل في ولاية الوادي مشاكل عويصة أدت إلى تناقص أعداد الجمال سنة بعد سنة، فبرامج الدعم الفلاحي الموجه للنهوض بالقطاع لم تحقق النتائج المرجوة منها، كما أن مراعي الولاية المترامية الأطراف تعاني هي الأخرى من نقص في عدد الآبار الموجهة للشرب، يضاف إلى ذلك تزايد أعداد الجمال التي تقضي في حوادث السير. وتشير المعلومات المتوفرة لدى "الشروق" حول ملف تربية الإبل في الولاية، أن البرامج التي تم وضعها من قبل الدولة والموجهة للنهوض بقطاع تربية الإبل بقيت غير مجسدة إلا بنسبة ضئيلة وبعيدة كل البعد عن توقعات الوزارة الوصية، وبرر مصدر مسؤول من مديرية المصالح الفلاحية بالوادي ذلك، بكون أغلب الموالين أميين ويقطنون في مناطق نائية، غير أن محدثنا توقع أن تحدث عقود النجاعة التي أبرمتها مديرية الفلاحة بالوادي في نهاية شهر جانفي المنصرم مع وزير الفلاحة والتنمية الريفية بولاية ورقلة، والتي أدرجت فيها ثروة الابل في ولاية الوادي، قفزة كمية ونوعية في مجال تربية الإبل، غير أن مشكلة نقص وعدم كفاية الآبار الموجه لشرب الإبل مازالت الانشغال الأبرز والهاجس الأكبر لمربي الجمال في ولاية الوادي، فعلى الرغم من أن العدد الأكبر من الإبل على المستوى الوطني يتواجد بها بأكثر من 30 ألف رأس، يتركز أكثر من 18 ألف رأس منها في بلديات بن قشة، دوار الماء والطالب العربي والواقعة في الجهة الشمالية الشرقية من الولاية، وعلى الشريط الحدودي مع الجمهورية التونسية، فمنطقة "الطوال" التابعة لبلدية بن قشة مثلا، والتي تحصي فيها الجمعية الولائية لمربي الإبل أكثر من 7500 رأس، لا تتوفر إلا على بئر سقي وحيد منجز من قبل الدولة، ودرجة ملوحتها مرتفعة عن المعدلات المعتمدة من قبل المنظمة العالمية للأغذية "الفاو"، كما أن أغلب الآبار المنجزة خاصة في المنطقة التي تقع في الجهة الشمالية من الولاية تعاني من المشكل ذاته، نظرا لوقوعها في منطقة قريبة من الشطوط ملغيغ ومروانة والغرسة الملحية، غير أن الموالين الذين يرعون بإبلهم في هذه المناطق وجدوا أنفسهم مرغمين في ظل نقص عدد الآبار وخوفا من ضياع ثروتهم إلى سقاية إبلهم منها. ويشتكي مربو الجمال في ولاية الوادي من التناقص المستمر في أعدادها، بفعل تزايد حوادث المرور التي تتعرض لها عبر مختلف الطرق الوطنية الولائية والبلدية العابرة لتراب الولاية، غير أن هذه الحوادث تتركز بصفة خاصة في الطريق الوطني رقم 48 الرابط بين الوادي وبسكرة، حيث ذكر مصدر مطلع "للشروق اليومي" أن ما يصل معدله إلى نحو ال 120 رأس من الإبل، تفنى سنويا تحت عجلات السيارات والشاحنات، وتتركز هذه الحوادث - حسب ذات المتحدث- خلال الفترة الممتدة من منتصف شهر ماي إلى نهاية شهر سبتمبر وفي الساعات الليلية منها تحديدا، كون الجمال في هذه الفترة وبسبب الحرارة الشديدة والجفاف تكون في رحلة البحث عن الماء والكلأ، كما ذكر محدثنا أن سفينة الصحراء كثيرا ما كانت سببا في سقوط قتلى أو على الأقل جرحى. وقصد الحد من حوادث المرور التي تكون الإبل طرف فيها، والتي أدت إلى تناقص أعدادها، اقترح المنشغلون بالمشكلة وضع أشرطة عاكسة للضوء على ظهور الجمال لتمكين السائقين من رؤيتها ليلا، غير أن الفكرة مازالت لم تجسد بعد على أرض الواقع لأسباب تبقى مجهولة.