النجمة العالمية وأيقونة السينما الأوروبية كلوديا كاردينال "غياب حمينة عن الساحة خسارة كبيرة للسينما العربية والعالمية" "تمنيت المشاركة في "ألبير كامي" إلا أن جهات خفية رفضت خروج العمل إلى النور عبرت النجمة العالمية وأيقونة السينما الأوروبية، كلوديا كاردينال، في لقاء حصري مع "الشروق" عن فخرها بأصولها العربية وانحدارها من عائلة تونسية، وقد صورت بعضا من أعمالها السينمائية في منطقة المغرب العربي، كما كشفت عن مواقف كثيرة مع أبرز نجوم السينما العالمية، فحلقت في فضاءات الفن السابع كنجمة ما زالت عالقة في أذهان عشاق هذا الفن، كلوديا كاردينال، فتحت قلبها لجريدة الجزائريين الأولى، وكشفت عن إعجابها بأعمال المخرج الجزائري لخضر حامينا وبعض الأسرار. في البداية نشكرك سيدة كلوديا على قبولك دعوة "الشروق" لإجراء هذا الحوار. الشكر لكم، وبالمناسبة أحيي الشعب الجزائري من خلال جريدتكم. النجمة العالمية كلوديا، أنت دائما فخورة بانتمائك إلى بلد عربي، وتتحدثين بشغف كبير عن مسقط رأسك تونس، ألا تفكرين في الاستقرار هناك؟ إنني فخورة بعروبتي وبالانتماء إلى تونس، البلد الذي أنجب العديد من الأسماء اللامعة والفاعلة في جميع الميادين، غادرت هذا البلد الرائع في الخمسينيات، وتعودت منذ ولوجي عالم الأضواء والشهرة على السفر والانتقال من هوليوود إلى لندن، ومن مراكش إلى موسكو، ولكن سفري وترحالي لم يمنعا شوقي لزيارة تونس بين الحين والآخر وملاقاة الأصدقاء، وما يشدني كثيرا إلى تونس هو طيبة أهلها الكرماء، وفيما يتعلق بسؤالك الثاني، فأنا لا أفكر حاليا في الاستقرار بتونس بسبب ارتباطاتي وعملي، ولكنني أطير كالنسر كلما اشتقت إلى بلدي الذي أحبه كثيرا. ما هي المعايير التي تضعها كلوديا كاردينال في اختيار أعمالها، وهل لجمالك علاقة بولوجك عالم الفن السابع من بابه الواسع؟ لا، المسألة ليست بهذا الشكل، الأمر وما فيه أنني حريصة على انتقاء الأعمال ذات القيمة والسيناريوهات المكتوبة بطريقة جيدة، وأن أتعامل مع مخرجين ذوي خبرة ويقدرون قيمة الفن ورسالته النبيلة، هذا هو الأهم بالنسبة لي، أما الباقي فهو مجرد كماليات لا أكثر ولا أقل، وما أريد أن أوضحه هو أنه ليس للجمال علاقة بنجاح أو فشل الممثل، لأن ذلك راجع إلى قدرات الفنان التمثيلية وحضوره أمام الكاميرا وإقناع الجمهور بالدور الذي يؤديه. بعد تجربتك الرائدة في عالم التمثيل، ألا تفكرين في خوض تجربة في الإخراج؟ حتما لا، أنا لا أفكر في الإخراج على الإطلاق، فعشقي الأول والأخير هو التمثيل وفقط. كما لا يخفى على الجميع، تلقيتِ عروضا مغرية من صناع السينما بهوليود إلا أنك رفضت ذلك بشدة، ما السبب في ذلك، في الوقت الذي يتمنى فيه أي ممثل الظفر بفرصة كهذه؟ شاركت في العديد من الأفلام الأمريكية وكانت تجربة رائعة بالنسبة لي، لكنني لا أريد أن أكون مقيدة مع جهة أخرى، لأن منتجي هوليود طلبوا مني التوقيع على عقد احتكار ورفضت ذلك بشدة ولم أندم يوما على قراري. علمنا أنه عرض عليك المشاركة في فيلم حول "ألبير كامي"، أين وصل هذا المشروع؟ بالفعل، وكنت متحمسة جدا للمشاركة في هذا العمل الذي كان سيصور الجزء الأكبر منه في الجزائر، والعمل لمخرج إيطالي، إلا أن هناك جهات خفية ترغب في إجهاض المشروع، وفي كل مرة يتحججون بمشكل الدعم، باعتبار أن الفيلم يحتاج إلى ميزانية ضخمة، لذلك قررت الانسحاب من المشروع والعمل في أفلام أخرى، حيث شاركت مؤخرا في فيلم يحمل عنوان "الخط" وقمنا بتصوير مشاهده بين تونس والدار البيضاء وإسطنبول بتركيا. تشغلين منصب سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة منذ سنة 1995، حدثينا عن مهامك؟ أنا جد سعيدة بمنصبي كسفيرة لمنظمة اليونسكو للدفاع عن حقوق المرأة، خاصة المرأة المضطهدة، واختيار المنظمة لشخصي شرف كبير لي، فهي تختار الشخصيات التي تتمتع بمواهب وشهرة لخدمة المثل العليا للمنظمة، من أجل حث الجمهور العام على الاهتمام بأنشطة اليونسكو. وماذا تعرفين عن السينما الجزائرية؟ ومن لا يعرف السينما الجزائرية والمخرج العبقري لخضر حامينا، الذي تمكن من اقتناص سعفة كان الذهبية سنة 1975، إلا أنني ومنذ فترة طويلة لم أسمع شيئا عن هذا المخرج الفذ الذي يعتبر أول وآخر عربي يتوج بهذه الجائزة، وهذه خسارة كبيرة للسينما الجزائرية والعربية والعالمية على حد سواء، لذا يجب أن نبحث عن الخلل، وأن يعمل ممتهنو الفن السابع في الجزائر على إعادة وهج السينما الجزائرية. بما أنك من معجبي السينما الجزائرية ومتتبعيها في فترة من الفترات، لو عرض عليك المشاركة في عمل جزائري هل ستوافقين؟ ولم لا إذا كان المخرج جيدا؟ ما أريد أن تعرفينه هو أنني لا أضع شروطا معينة لقبول عمل ما، فالأهم بالنسبة لي هو السيناريو وقدرات المخرج الفنية والإبداعية وتعامله مع الفنان، فالسينما كانت مغامرة بالنسبة، لي ولم أتوقع يوما أن أبلغ ما وصلت إليه اليوم، وأنا شخصيا مهتمة بسينما حوض البحر الأبيض المتوسط، والسينما المغاربية على وجه الخصوص. على هامش اللقاء مع كلوديا كاردينال تواضع النجوم الحقيقيين وتعالي "الأشباه" عقدت الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينال، أول أمس الأحد، ندوة صحفية بفندق "سوفيتال" الواقع على بعد 28 كيلومترا عن وسط مدينة تطوان، وتحدثت في الندوة عن بدايتها في عالم الفن السابع وأهم المخرجين الذين عملت معهم، كما وقفت عند أهم المحطات التاريخية في مشوارها الفني، وبعد انتهاء الندوة اقتربت "الشروق اليومي" من أسطورة السينما الإيطالية على أمل الظفر بلقاء "حصري" معها، إلا أن مدير أعمالها رفض ذلك بشدة، نظرا لارتباطاتها، حيث كانت مدعوة من طرف وزير الاتصال المغربي للغذاء، وبإلحاح من "الشروق" وافق مدير أعمال كلوديا على إجراء اللقاء وأعطاني موعدا على الساعة الخامسة مساء، وفي تمام الخامسة اتصلت به على رقم غرفته بفندق السوفيتال، ليؤكد لي استحالة إجراء هذا اللقاء، بحكم أن كلوديا مرهقة وتريد أن تستريح قليلا، وأعطاني موعدا آخرا على الساعة التاسعة والربع ليلا، فاضطررت إلى البقاء ببهو الفندق حتى لا أفوت فرصة اللقاء بهذه النجمة العالمية، وفي تمام التاسعة والربع ليلا كنت متوجهة إلى المحول الهاتفي حتى أطلب غرفة مدير أعمالها وإذا بأيقونة السينما الأوروبية تخرج من المصعد الكهربائي وكانت آية في الجمال، استقبلتني بحفاوة وأجابت عن كل أسئلتي والابتسامة لم تفارق وجهها طوال نصف ساعة من اللقاء، تذكرت وأنا أقف أمام تواضع هذه الأسطورة الحية واحترامها لوقتها ووقت الآخرين بعض أشباه النجوم الجزائريين والعرب الذين عادة ما يردون على مكالمات الصحفيين بجملة تقول: "آسف لا أسمعك جيدا".