بمجرد أن أعلنت لجنة كتارا عن أسماء الفائزين في الطبعة الثانية من الجوائز الرواية انفجر نقاش على مواقع التواصل الاجتماعي ينعي واقع الرواية الجزائرية وينصب المحاكم وحتى المشانق للسرد الجزائري الذي أضحي حسب البعض خارج السرد العربي فقط لأنه صار غائبا عن الجوائز. تباينت الآراء والتحليلات وحتى التعليقات التي حولت الواقع الافتراضي إلى منصة نقدية في غياب الفضاءات التقليدية للنقاش وانسحاب الجامعة من دورها البعض يقول إن الرواية الجزائرية صارت اليوم خارج دائرة الاهتمام العربي لأنها تغرق في لغة الخواطر والشعرية ويغيب عنها السرد، لكن البعض وقف ضد هذا التوصيف ويرى أن الرواية بخير لأن الإبداع لا يكتب للجوائز مثل قال عبد الوهاب بن منصور الذي كتب على صفحته يقول أن الإبداع يبقى إبداعا ولا يكتب إلا للجوائز. من جهته كتب واسيني الأعرج يقول "مهما يكن من الأمر فان ناصر سالمي أغلق أفواه بعض الفاشلين المتهتكين داخليا الذين يرون في الأدب الجزائري إلا خرابا ما عداهم طبعا تطبيقا للأغنية المغربية أنا وحدي نضوي البلاد". الدكتورة نسيمة بوصلاح أستاذة النقد في جامعة قطر والتي حضرت حفل توزيع الجوائز قالت إن "المنافسة في الرواية باتت مفتوحة على احتمالات وحسابات لا يقدر على سبرها أحد فوجئت بعد عودتي من حفل توزيع جائزة كتارا للراوية العربية والذي قمت بنقله لايف على صفحتي، في الفيسبوك بأصوات علت هنا وهناك تنعي الرواية الجزائرية الخارجة صفر اليدين من هذا الاستحقاق الروائي الكبير، واستغربت أن بعضهم يتجرأ ويعطي أرقاما دقيقة عن المشاركة الجزائرية (والتي تقدر حسب ما ذهب إليه بعشرين مشاركة) في حين أن الجهة المنظمة نفسها لم تعط هذه النسبة بل اكتفت بحصر المشاركات كالتالي مصر والسودان في المركز الأول، بلاد الشام والعراق ثانيا، المغرب العربي ثالثا والخليج العربي. رابعا ودول غير عربية أخيرا في حين أغفل صاحب هذه النسبة المبالغ في دقتها كما لو أن من ترشحوا وقعوا عنده خطابات ترشيحهم، أن الرواية الجزائرية فعلا كانت حاضرة في هذا الحفل ممثلة في ألسنة زرقاء لناصر سالمي والغائب عن الحفل. أغفل صديقنا هذا وراح يقيم اللطميات في عاشوراء المباركة للراوية الجزائرية الذبيحة وينصح الناس بأن يعيدوا حساباتهم وانهالت التعليقات مساندة ومنددة بالوضع الرديء الذي آلت إليه الرواية الجزائرية، قلنا ونعيد الظاهرة الأدبية لا يصنعها الأفراد ولا الجوائز وإنما التراكمات والتجارب النصية، وما يحدث من هرج ومرج من الأوصياء على الكتاب والمثقفين يجدر به أن يتوقف لأن من يثيره يعرض نفسه لأن يكون مهرجا فجا لا يضحك أحدا غير نفسه".