دخلت قضية بائع السمك الشاب محسن فكري في مدينة الحسيمة شمال المغرب، الذي توفي داخل شاحنة للنفايات إثر مصادرة السلطات المحلية للكمية التي كانت بحوزته، منعطفاً جديداً؛ إذ قرر عدد من الهيئات السياسية والحقوقية الاحتجاج على الفاجعة، إلى جانب إطلاق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "#طحن_مو"، حسب ما ذكر موقع "هافينغتون بوست عربي"، الأحد. فيما دعا عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية، أنصار حزب "العدالة والتنمية" إلى عدم الاستجابة لأي احتجاج. وأعرب في بيان أصدره، في وقت متأخر من ليلة السبت، عن أسفه "الشديد للحادث المؤلم لوفاة بائع السمك، الشاب محسن فكري، مساء الجمعة الماضية". وأوضح أنه "تم فتح بشأن الحادث تحقيق من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي انتقلت لعين المكان لهذه الغاية". وتأتي دعوة بن كيران في الوقت الذي دعت فيه أحزاب أخرى وجمعيات إلى التظاهر في 10 مدن في البلاد اليوم (الأحد)، على خلفية الحادث. تغريدة
الأسرة مكلومة أسرة الشاب محسن فكري، لا تزال مكلومة من هول الفاجعة؛ إذ فقدت أحد أفرادها بطريقة مؤلمة، حيث اعتذر شقيقه عماد في اتصال هاتفي ب"هافينغتون بوست عربي" عن الحديث في الموضوع. واكتفى شقيق الضحية، في الاتصال الهاتفي، بتأكيد أن الأسرة ستتسلم، الأحد، جثمانه بعدما تم نقله لمستودع تشريح الأموات، على أن يتم دفنه والصلاة عليه في مسجد الإمام مالك بمنطقة تدعى أمزورن بضواحي المدينة. وطالبت أحزاب وجمعيات بالمغرب، بكشف هوية المسؤول عن مقتل بائع الأسماك الذي "طحنته" شاحنة نفايات تعمل بضغط الهواء، خلال تصديه للعناصر الأمنية. وتداول نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة مقطع فيديو، يُظهر عملية مصادرة رجال الأمن المغربي لكمية من الأسماك، وسُمع فيه صوت رجل أمن يدعو سائق شاحنة ل"طحن" الشاب بآلة شفط النفايات، حينما أراد أن يحول دون إتلاف بضاعته. ولاقى الشاب تضامناً كبيراً على موقع تويتر، السبت، عبر وسم "طحن مو" والتي تعني "اطحن أمه". تغريدة تغريدة تغريدة تغريدة رواية السلطة وحاولت وزارة الداخلية المغربية تطويق الأزمة تفادياً لما لا يحمد عقباه، إذ سارعت بإيفاد لجنة إلى المدينة للتحقيق في ملابسات القضية، إلى جانب خروج مسؤول المنطقة لتأكيد أن الإجراءات الإدارية الأولية قد اتخذت والمتمثلة كمرحلة أولية في توقيف مندوب الصيد البحري بالمدينة. وأكد ممثل وزارة الداخلية على أن التحقيق سيكون شفافاً للوصول إلى حقيقة ما جرى، والذي لن يسمح بتمرير الواقعة بسهولة. أما المديرية العامة للأمن الوطني - جهاز الأمن المغربي - فقد ردت في بلاغ لها على الهاشتاغ الذي انتشر بمواقع التواصل الاجتماعي "#طحن_مو"، وذلك بعدما اتهمت صفحات في فيسبوك أحد رجال الأمن بكونه أعطى تعليمات لسائق الشاحنة التي كانت محملة بالأسماك بتشغيل آلية الضغط على النفايات ما أدى إلى وفاة الشاب محسن فكري. ونفت المديرية العامة كل ما راج بمواقع التواصل، مؤكدة في بيان لها أن "المزاعم التي تنسب لموظف شرطة إعطاء الأمر لسائق الشاحنة بتشغيل آلية الضغط على النفايات، المتصلة بالمقطورة، تبقى مجرد إدعاءات غير صحيحة على اعتبار أن ذراع التحكم في هذه الآلة الضاغطة توجد في الجهة اليمنى لآخر الشاحنة، ويستحيل على السائق التحكم فيها وهي المهمة التي يضطلع بها عادة مستخدمون آخرون غير السائق". وأورد المصدر نفسه، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية - جهاز أمني - قد "شرعت فعلاً في إجراء بحث شامل ودقيق في النازلة (الواقعة)، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد جميع ظروف وملابسات هذه القضية". فيما دعت جمعيات مغربية من بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر جمعية حقوقية بالبلاد) إلى وقفات احتجاجية اليوم (الأحد)، جراء هذا الحادث. في المقابل، نفت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان، أن يكون أحد رجال الشرطة قد طلب رشوة مرتبطة بقضية محسن فكري. واعتبرت المديرية، أن "مجموعة من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تداولت أخباراً غير صحيحة، مفادها أن مسؤولاً أمنياً هو من أعطى تعليماته لسائق الشاحنة بتشغيل آلة الضغط على النفايات المتواجدة في المقطورة الخلفية، مما أفضى إلى الوفاة".