اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 3 نوفمبر، السلطات الألمانية ب"إيواء إرهابيين" قائلا إن برلين ترفض تسليم انقلابيين مفترضين طالبت بهم أنقرة. وقال أردوغان في خطاب حاد في أنقرة: "حاليا باتت ألمانيا أحد أهم البلدان لجهة إيواء إرهابيين.. سيذكركم التاريخ باعتباركم بلدا يؤوي إرهابيين". وأوضح أن تركيا أحالت إلى ألمانيا أكثر من 4 آلاف طلب تسليم بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، التي وقعت منتصف جويلية الماضي، دون أن تحصل على رد إيجابي. هذا وقامت السلطات التركية إثر تلك المحاولة الانقلابية بعمليات تسريح واسعة خصوصا في قطاعات الجيش والإعلام والتعليم والقضاء، أثار اتساعها قلقا في الغرب. من جهتها، وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، يوم الأربعاء، إجراءات النظام التركي ضد وسائل الإعلام بأنها "مقلقة للغاية". وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي في برلين: "بالنسبة لي وللحكومة بأكملها فإنه من المقلق للغاية تقييد حرية الصحافة والتعبير مرارا وتكرارا". وأضافت بعد اعتقال السلطات التركية عشرات الصحفيين والإداريين في صحيفة "جمهوريت"، قائلة: "وآخر مثال على هذا التوجه المحزن للغاية ما حدث لصحفيي ورئيس تحرير جمهوريت". ورد أردوغان على ذلك يوم الخميس: "أنظروا إليهم.. يقولون نحن قلقون، ونقول لألمانيا إن موقفكم هو الذي يقلقنا". ولم يوضح أردوغان المعنيين بطلبات التسليم، وبحسب وسائل إعلام تركية فإن الكثير من أنصار الداعية المعارض فتح الله غولن لجأوا إلى ألمانيا. وقال أردوغان: "إن ألمانيا بصدد التحول إلى حديقة خلفية لفيتو (اختصار لعبارة المنظمة الإرهابية لأنصار فتح الله بالتركية)"، متهما برلين بأنها "تحتضن تحت جناحيها" عناصر حزب العمال الكردستاني وحزب الجبهة الثورية لتحرير الشعب، وهما منظمتان تعتبرهما تركيا "إرهابيتين". وتتهم أنقرة الداعية فتح الله غولن الذي يقيم في الولاياتالمتحدة بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها تركيا في الصيف الماضي، رغم نفي غولن القاطع.