ظهرت بوضوح حالة عدم الثقة المتراكمة من كافة الأطراف الفلسطينية حيال نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية وتأثيرها المتشابه على القضية الفلسطينية، بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. ودعا تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى عدم القلق من فوز ترامب باعتباره الأقرب لإسرائيل بالمقاييس النسبية، لكنه سيكون أوضح سياسيا من كلينتون التي "باعت الوهم للفلسطينيين" على مدار سنوات خلال عملها في وزارة الخارجية الأمريكية، كما أن الرئيس الديمقراطي باراك أوباما هو الذي عقد صفقة المساعدات العسكرية الأمريكية الأضخم مع إسرائيل والتي بلغت 38 مليار دولار للأعوام العشرة القادمة. وشدد خالد في تصريح ل"الشروق" على أن الموقف الأمريكي الجديد إزاء القضية الفلسطينية سيكون مرهونا بالسياسة والإرادة الفلسطينية التي يجب ألا تقابل الجديد الأمريكي بنفس السياسة الفلسطينية القديمة التي ستُدفِّع الفلسطينيين الثمن غاليا. ورأى خالد أن ترامب لن يعارض البناء في القدس وفي ما يسمى الكتل الاستيطانية، كما أنه لن يوقع لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو شيكا على بياض، ولكنه "بالتأكيد لن يرفع الكستناء للفلسطينيين من النار". بدوره قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن القيادة الفلسطينية ستتعامل مع أيِّ رئيس ينتخبه الشعب الأمريكي، على قاعدة تحقيق السلام في الشرق الأوسط، القائم على أساس حلّ الدولتين على حدود الرابع من جوان 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. وطالب أبو ردينة في تصريح صحفي وصل "الشروق"، الإدارة الأمريكية أن تدرك أن تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، يأتي من خلال حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وفق الشرعية الدولية، الأمر الذي سيؤدي إلى القضاء على الفوضى والتطرف في العالم. بدورها دعت حركة "حماس" الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى إعادة تقييم سياسة بلاده تجاه الفلسطينيين والعمل على إنصاف الشعب الفلسطيني. وأكدت حركة حماس في تصريح صحفي أن معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مازالت مستمرة بسبب سياسة الانحياز من الإدارات الأمريكية المتعاقبة لمصلحة الاحتلال الصهيوني.