اشتدت المنافسة بين مختلف شركات الطيران الناشطة في الجزائر واندلعت حرب شرسة في التخفيضات الخاصة بتذاكر السفر بين الخطوط الجوية الجزائرية ونظيراتها، بعد أن سطرت مخطط عمل خاص بنهاية السنة، حيث أعدت عروضا مغرية نحو الوجهات السياحية والاقتصادية للجزائريين على غرار فرنسا، إسبانيا، تركيا، دبي وكذا المغرب وتونس. خفضت عدة شركات طيران من سعر التذاكر قبل شهر من احتفالات رأس السنة، وعمدت كل مؤسسة للإعلان عن عروض أو تخفيضات لفائدة المسافرين، بغية المحافظة على حجم المبيعات أو استقطاب زبائن جدد ومنع التحاقهم بمنافسين آخرين. في هذا السياق، فتحت الخطوط الجوية الجزائرية 10 أيام كاملة لاقتناء تذاكر نهاية السنة بأسعار مغرية قدرت بين 21 ألفا إلى 24 ألف دينار اتجاه باريس، حيث أكد محمد عبدو بودربالة المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، ل"الشروق" الأربعاء، أن 22 شركة تنافس الجوية الجزائرية وتقدم خدمات لوجهات متعددة بالخارج ما أدى إلى انخفاض كبير في إيرادات الخطوط الجوية الجزائرية، وهو الذي دفع الشركة إلى إعادة النظر في إستراتيجيتها وتنظيمها والاستثمار بشكل أكبر، خاصة في هذه الفترة التي تتراجع فيها نسبة الإقبال على الحجز واقتناء التذاكر، وعلى هذا الأساس يضيف بودربالة "قررنا تخفيضات جديدة على تذاكر السفر والعملية، إلا أن الأسعار ستعود إلى طبيعتها مع بداية شهر ديسمبر المقبل". وفي التفاصيل التي تحصلنا عليها من المدير التجاري لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، زهير هواوي، فإن تخفيضات في سعر التذاكر وصلت إلى 10 آلاف دينار للرحلات نحو فرنسا، حيث تقدر سعر التذكرة اتجاه مرسيليا ب21500 دينار، وفي اتجاه ليون 23500 دينار، أما نحو باريس ب24500 دينار، وباتجاه تونس 19900 ذهابا وإيابا ومونتريال 74900 دينار، ودبي 42900 دينار جزائري. من جهتها، أعلنت شركات الطيران الأوروبية الناشطة بالجزائر، على غرار الخطوط الجوية الفرنسية والإسبانية، عن امتيازات جديدة للمسافرين المتنقلين إلى الخارج بمناسبة احتفالات ليلة رأس السنة، حيث باشرت هذه الأخيرة حملات إشهارية واسعة، وتخفيضات تصل إلى 40 بالمائة في سعر تذاكرها، فيما دخلت الخطوط الإماراتية حرب التنافس من خلال إقرار تخفيضات مغرية، خاصة نحو دبي وصلت 30 بالمائة، والشيء نفسه بالنسبة للخطوط الجوية التركية، حيث خفضت من ثمن تذاكرها ذهابا وإيابا. وكشف إلياس سنوسي رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، ل"الشروق" أن ارتفاع الطلب على تذاكر الطيران هذه السنة اقتصر على التجار ورجال الأعمال وميسوري الحال، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، مما اثر فعلا على الطبقة فوق المتوسطة ومتوسطي الدخل، مؤكدا على أن ارتفاع الطلب على التذاكر لا يعني بالضرورة قضاء عطلة نهاية السنة، بل يمكن لأغراض أخرى على غرار عمليات "الصولد" المغرية التي تطلقها بعض الدول، خاصة فرنسا مع كل نهاية السنة.