دريد نصر الدين لم نستفد شيئا من المباراة الودية ضد صربيا في 86 المحترفين رفضوا اللعب بسبب الأموال قال الحارس الدولي السابق دريد نصر الدين إن عملية معاينة اللاعبين التي يقوم بها لحد الآن المدرب الوطني رابح سعدان متأخرة كثيرا، كما يعتبر حارس منتخب 1986 أن الطريقة التي يتم بها تحضير المنتخب الوطني لمونديال جنوب إفريقيا غير مفهومة، مؤكدا في نفس الوقت أن الخضر لا يملكون أية حظوظ في المونديال. وأشياء أخرى نترككم تكتشفونها في هذا الحوار. * بداية، ماذا يقول نصر الدين دريد عن تأهل الجزائر إلى المونديال؟ * الحمد لله، أن المنتخب الوطني إستطاع بعد 24 سنة، التأهل إلى نهائيات كأس العالم، أظن أننا لم نكن نحلم حتى بتحقيق هذا التأهل، أتمنى فقط أن تكون مشاركة جيدة. * * وهل ترى بأن المنتخب الوطني يملك الإمكانيات للتألق في مونديال جنوب إفريقيا؟ * ذلك مرتبط حسب إعتقادي، بالعمل والتحضير الجيد لهذا الموعد الهام، وإشراك أحسن اللاعبين الذين يشاركون بانتظام مع فرقهم، هذا طبعا إذا كانت لدينا أهدافا محددة نريد تحقيقها والذهاب بعيدا وليس المشاركة وفقط، ثم علينا أيضا تجنب الأخطاء التي وقعنا فيها خلال كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا. * * عن أي خطأ تتحدث؟ * لقد ذهبنا إلى أنغولا بلاعبين مصابين، هما عنتر يحيى ومراد مغني، تصور لو قدر الله وأقصينا في الدور الأول لما كانوا شاركوا أصلا، أضف إلى ذلك المشاكل التي حدثت مع خالد لموشية ثم مرض ڤاواوي، كل هذه أخطأ يستوجب تجنبها وعدم تكرارها في المونديال، ولكن أظن حسب ما ينشر في الصحافة أننا نتجه نحو إعادة نفس الأخطاء. * * كيف ذلك من فضلك؟ * لحد الآن ما زلنا لا نعرف قائمة اللاعبين الذين سيستدعيهم سعدان للذهاب إلى المونديال، حيث في الوقت الذي ضبطت فيه كل المنتخبات المتأهلة إلى المونديال تشكيلاتها مازلنا نحن في عملية معاينة اللاعبين، كيف يمكن معاينة لاعبين في مباراة أو اثنين هذا أمر مستحيل، كما أن هذه العملية فيها مغالطة كون اللاعبين عندما يعلمون بأن الناخب الوطني سيعاينهم سيبذلون كل مجهوداتهم لإقناعه باستدعائهم لأنهم جميعا يحلمون بلعب المونديال، لذلك أظن أن هذه المعاينة ليست في وقتها وليس بهذه الطريقة نحضر كأس العالم، وهذا ما يؤكد بأننا مازلنا متخلفين ونعيش في العالم الثالث، للأسف الشديد هذه هي الحقيقة التي قد لا تعجب الكثير. * * على ذكر التحضير، فضل المنتخب الوطني التربص في قمم سويسرا، ما رأيك؟ * هذا أمر جيد، وأتذكر أننا قمنا قبل مونديال مكسيكو سنة 1986 بتحضيراتنا أيضا في جبال سويسرا بحثا عن نفس الظروف المناخية، وقمنا آنذاك بتحضيرات جيدة، لكن دعني أسألك لماذا أقام المنتخب الوطني تربصه قبل كأس إفريقيا بفرنسا رغم أن الظروف الطبيعية كانت مختلفة عن التي وجدها في أنغولا، أريد أن أقدم مثالا في العمل الجدي المدروس. * * تفضل... * أنظروا لما يقوم به مدرب البفانا بفانا البرازيلي باريرا، إنه يعمل حاليا مع 29 لاعب محلي من البطولة في جنوب إفريقيا ومن بين هؤلاء سيأخذ 14 لاعبا فقط، لقد أخذهم إلى البرازيل في نفس الظروف الطبيعية التي سيلعب فيها المونديال بجنوب إفريقيا أما نحن فما زلنا لم نستقر على قرار بخصوص اللاعبين الذين سنستدعيهم، حيث كان لدينا الوقت الكافي للتحضير على الأقل اللاعبين المحليين واختيار أحسنهم. * * إذن أنت لا تشاطر المدرب الوطني في مسألة استغنائه عن معظم اللاعبين المحليين مؤخرا؟ * بطبيعة الحال، لقد تسرع في الاستغناء عن اللاعبين المحليين، إذا كان ولابد من المفروض أنه يستغني عنهم مباشرة بعد نهاية "الكان" وعودة الفريق من أنغولا، لكن بعد مباراة صربيا الودية معنى ذلك أنه أراد أن يقول أنهم سبب الخسارة أمام صربيا رغم أنه لا ذنب لهم في ذلك. * * لو نعود بك إلى الوراء وتحديدا إلى مونديال مكسيكو، هل تستطيع أن تجري لنا مقارنة بين منتخب 86 والمنتخب الحالي؟ * أظن أن ظروف المنتخبين تختلف عن بعضها البعض، كما أن منتخب 86 يتكون في أغلبيته من لاعبين محليين، وهذا عامل مهم، أما الآن فكل الفريق مشكل من لاعبين محترفين في أوروبا بل معظمهم مولودون هناك. * * لكن هل عشتم نفس المشاكل آنذاك مع المدرب سعدان؟ * أولا، كل مرحلة لديها مميزاتها، لكن لا يجب أن نخفي الحقيقة، فقد كانت هناك مشاكل كبيرة بسبب مطالبة اللاعبين المحترفين بالمستحقات، وهو نفس الشيء الذي كان وقع بإسبانيا سنة 82، حيث أرغموا المسؤولين على التفاوض معهم قبل الذهاب إلى المونديال، ثم في المكسيك طفت أيضا مشكلة من يلعب أساسي ومن يبقى في الاحتياط بين اللاعبين المحترفين والمحليين، وما يزال هذا المشكل قائما لحد الآن لأنه لم يحل * وأظنه سيبقى هكذا إلى الأبد. * * هل يرى نصر الدين دريد أن المنتخب الوطني بإمكانه التألق في جنوب إفريقيا؟ * صراحة، لا أظنه سيذهب بعيدا طالما أن الوقت لا يكفي لتحضير الفريق كما ينبغي، لأن المنتخبات أصبحت مرتبطة بالتواريخ التي تحددها الفيفا، في الحقيقة لا نملك شهرين للتحضير، ولكن 15 يوما فقط ولهذا السبب سبق وقلت لك أن على المدرب الوطني أن يشرك أحسن اللاعبين الجاهزين. * * ولكنه سيلعب مبارتين وديتين أمام إيرلندا وأخرى ضد الإمارات؟ * هذا لا يكفي أيضا، خاصة أنه سيحاول خلالهما معاينة العناصر الجديدة التي سيستدعيها، كما أننا لعبنا مباراة صربيا دون أن نستفيد منها شيئا. * * بصفتك حارس ولعبت مونديال مكسيكو 86 دعني أطلب رأيك في الحارس الذي تفضله لحراسة مرمى المنتخب الوطني خلال المونديال؟ * لا أستطيع أن أفضل حارسا على آخر، كل واحد من الحراس الثلاث يملك المؤهلات * والمستوى المطلوب، ولكن الكلمة الأخيرة تعود للمدرب في إختيار الحارس المناسب، وهذا حسب اللياقة والجاهزية.