تحقيقات أمنية بحقول بسكرة ومداهمات لتوقيف المتورطين المفاجأة مدوية بكل المقاييس.. جزائريون يستهلكون خضرا ارتوت من مياه قنوات الصرف استغلتها شبكات المافيا التي أقصت من اهتمامها صحة المواطن الذي أضحى عرضة لمختلف أنواع الأمراض والأوبئة وأوهمته أنه يقتني خضرا طازجة بعد أن حرصت على تغذيتها بالمياه القذرة التي جعلتها تبدو ذات نوعية جيدة وتسيل لعاب مشتريها الذين يقبلون عليها طمعا في التمتع بمزاياها، ولم تكتف بهذا فقط، بل بلغ بها الجشع إلى الاستعانة بالمحركات لتوفير أكبر قدر منه في محاولة لضمان ري الخضر المزروعة بهذه المياه المسببة للأمراض المتنقلة عبره على رأسها التفوئيد والكوليرا. * وهي الظاهرة التي وقفنا عليها في ولاية بسكرة المعروفة بطابعها الفلاحي بالدرجة الأولى بنسبة معتبرة تقدر ب 178.147 هكتار أي ما يعادل 08.28٪ من المساحة الفلاحية، بينما تمثل المساحة المسقية 108.382 أي 60.84٪ من المساحة الصالحة للزراعة، حيث تم توقيف العديد من هذه الشبكات على مستوى منطقة بسكرة وما جاورها، حيث حولت حوالي 400 هكتار من الحقول إلى منطقة نشاطها المدر للأموال غير المشروعة، يذهب ضحيتها مئات المواطنين في عدة مناطق باعتبار أن المحاصيل الزراعية في منطقة بسكرة توزع على كامل القطر الوطني. * وفي هذا السياق، كشف قائد كتيبة الدرك الوطني ببسكرة النقيب كريم لعوامري، أن مصالح الدرك تمكنت أمس من مداهمة ومباغتة ووضع حد لشبكة جعلت من عملها غير المشروع المتمثل في سقي محاصيل زراعية موجهة للاستهلاك بمياه قذرة وسيلة لتحقيق الربح السريع، حيث تم حجز 16 محركا كبيرا ذات الضغط العالي مع مضختين صغيرتين على مستوى منطقة مسدور بوادي سيدي زرزور. * وتم حسب النقيب لعوامري ضبط 05 أشخاص على مقربة من قناة للمياه القذرة وبحوزتهم المحركات، في حين تم استدعاء شخصين آخرين متورطين في القضية التي يتابع أصحابها بجنحة السقي من المياه القذرة، فيما لايزال التحقيق فيها جاريا للكشف عن باقي أفراد الشبكات التي تسمم الأشخاص بطريقة ينعدم فيها الضمير. * وحسب المقدم رملي، قائد المجموعة الولائية لبسكرة فإن مصالح الدرك في مختلف مناطق الولاية تقوم يوميا بمداهمات للحقول الزراعية لتفقد الوضع وتضييق الخناق على هذه العصابات التي تحاول تسميم المواطنين عن طريق تناولهم لخضر مسقية بمياه قنوات الصرف، خاصة أن منطقة بسكرة معروفة بتموينها لمختلف الأسواق الجزائرية بالخضر والفواكه.