الولاية مقبلة على فصل الصيف وما يحمله هذا الفصل من ارتفاع درجات الحرارة وانعكاسها المباشر على صحة المواطن، أين تسجل ولاية بسكرة انتشارا للأوبئة المختلفة، بالنظر إلى الوسط الملائم والمناخ المؤهل لتكاثر الحشرات، وكذا الانتشار الكبير للحيوانات المتشردة، وضع المجلس الشعبي الولائي في دائرة إهتماماته هذا الملف من خلال تخصيص الدورة العادية له. تعد الأمراض المتنقلة عن طريق المياه وكذا المتنقلة عن طريق الحيوانات فضلا عن التسمم العقربي أهم تحديات يواجهها القطاع الصحي خصوصا ومختلف الجهات عموما التي لها علاقة بالموضوع، ومرورا بالمعهود من شكر لأعضاء المجلس ومختلف مسؤولي القطاعات الصحية، تفيد إحصائيات سنة 2008 أن مختلف البرامج لم تأت أكلها وذلك بحكم الأرقام التي تعتبر مرتفعة في ظل البرامج المختلفة، ما يحتم على الهيئات الوصية التفكير جليا في مدى تطبيق هذه البرامج ومن ثمة إعطاء دفع أكثر قصد توفير التغطية الصحية اللازمة، وكما يعلم سكان ولاية بسكرة أن فصل الصيف يتميز بتسجيل هذه الأنواع من الأمراض أكثر من باقي الفصول بحكم العوامل التي ترافق هذا الفصل ومنها الحرارة الشديدة والحاجة أكثر للماء الشروب وحسب الإحصائيات الرسمية فإن وباء الليشمانيا ما يزال يشكل هاجس المواطنين وذلك من خلال تسجيل 1259 حالة وكذلك بالنسبة للحمى المالطية، حيث أفيد أنه تم حصر 272 حالة، فضلا عن 88 حالة تسمم غذائي جماعي، فيما بلغ إجمالي عدد المصابين بمختلف أنواع الوباء 1978 حالة خلال سنة 2008، وفي الوقت الذي يتم التصريح بمختلف المشاريع ذات العلاقة بهذا الشأن فإن بيانات الجهة الرسمية تفيد بأن أسباب الانتشار لهذه الأوبئة ترجع إلى قدم قنوات المياه الصالحة للشرب ونقص الصيانة وانعدام شبكة التوزيع والصرف في عدد من الأحياء، إضافة إلى قلة المياه الموزعة مع إنقطاعاتها الطويلة، عدم احترام المقاييس المعمول بها في انجاز واستعمال القنوات، بالإضافة إلى غياب المعالجة للمياه وانتشار ظاهرة بيع المياه عن طريق الصهاريج الغير مراقبة. واعتمادا على تقرير لجنة الصحة والسكان فإن أسباب انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات تعود إلى غزو وتكاثر الحيوانات المتشردة، تراكم القمامات والفضلات في جميع الأحياء العمومية، وكذا البرك والمستنقعات المائية داخل المحيط العمراني من جراء عدم إصلاح قنوات المياه الصالحة للشرب والمياه المستعملة. وفي إطار الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات والحشرات فقد سجلت المصالح المختصة خلال سنة 2008، 1543 حالة مع تسجيل إنخفاض عن سنة 2007 أين سجل 1628 حالة. أما انشغال أغلب سكان بسكرة والكابوس الذي يطاردهم فيتعلق بالتسمم العقربي، وفي هذا الإطار تم تسجيل 6516 حالة إصابة منها 11 وفاة، ووفقا لهذا الإحصاء تعد منطقة زريبة الوادي الأكثر تضررا بنسبة 45.45 بالمائة ب1461 حالة وتليها طولڤة ب27.27 بالمائة بمجموع إصابات بلغ 1392 إصابة، ثم رأس الميعاد ب18.18 بالمائة، وتبعا لمجمل الأرقام التي ذكرت يظهر أن الوضعية الوبائية ببسكرة ما تزال تحتاج إلى عمل أكثر من خلال تقريب المراكز الصحية للمواطن وكذا القضاء على مختلف البرك خاصة منها المتعلقة بالمياه القذرة والتي خلفتها المشاريع التي تحتاج إلى مراقبة على حد تأكيد لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي، بالإضافة إلى النقص الملحوظ في سيارات الإسعاف المنتشرة عبر الوحدات الصحية، حيث تعد غير كافية باعتبار أن أغلب المراكز الصحية بالبلديات خاصة منها النائية لا تتوفر على مصالح التكفل التام بالمصابين ويتم نقل الحالات إلى المستشفيات وهي كلها بعيدة عن كثير من التجمعات السكانية، ناهيك عن وجود وحدات صحية مغلقة لم يتم تأطيرها وتجهيزها.