اشترط كثير من المعلمين ارتداء ملابس تقليدية لتلاميذهم ومن للجنسين، للمشاركة في الاحتفالات المدرسية، سواء كان حفلا دينيا أو نهاية الفصل الدراسي، فوجد التلاميذ أنفسهم مجبرين على ارتداء زي تقليدي، رغم غلاء أثمان هذه الملابس... والظاهرة استهجنها أولياء التلاميذ خاصة العائلات متوسطة الحال. "الكاراكو"، "جبة الفرقاني"، "البلوزة الوهرانية"، و"الجبة القبائلية".. والكثير من الملابس التقليدية التي أضحى مربو الحضانة ومعلمو المدارس يشترطونها على تلاميذهم، كي يتمكنوا من المشاركة في النشاطات والحلافات المقامة بداخل المؤسسات التعليمية، وهو ما أدخل الأولياء في دوامة من الحيرة، دفعتهم للقيام برحلات، بحثا عن ثوب تقليدي يرضي المعلمة ويتوافق مع ميزانية العائلة. يحكي لنا والد تلميذة صادفناه بالمركز التجاري "حمزة" بباش جراح، وهو يفتش وسط محلات العرائس عن "كاراكو" لابنته التي لم تتجاوز بعد 8 سنوات، كانت قد طلبت منها المعلمة جلبه حتى تشارك في مسرحية نهاية الفصل الأول، حيث سيرتدي كل طفل وفتاة لباسا يشير لولاية معينة، ثم يقرأ نصا يصفها وكأنه يتحدث بصوتها، وأضاف الولي بحثت في جميع محلات الأعراس عن لباس عاصمي خاص بالفتيات الصغار لم أجده باستثناء متجر واحد يبيعه ب 12 ألف دينار، ليس من المعقول أن أضع نصف أجرتي الشهرية على ثوب تلبسه مرة واحدة ثم أضعه في الخزانة، وذكر المتحدث تخوف الفتاة من منع معلمتها لها من المشاركة في النشاط وباقي الحفلات الأخرى في حال عدم ارتدائها له. أما ولية تلميذة بمدرسة ابتدائية في حسين داي، فلجأت للخياطة بعدما طلبت المعلمة من ابنتها جلب قفطان مغربي في حفل المولد النبوي الشريف، بحثت عنه مطولا في المحلات ولم تعثر عليه لتستطرد اشتريت القماش بثمن باهظ والخياطة وحدها كلفتني 4 ألاف دينار، والآن شقيقها الأصغر سنا طلبت منه المعلمة ارتداء بدلة كلاسيكية في حفلة نهاية الفصل الأول، وأنا الآن أخوض رحلة البحث عن بدلة يكون سعرها منخفضا نوعا ما بعدما استهلك فستان شقيقته قسما كبيرا من الميزانية. واعترفت لنا إحدى الخياطات ببلكور أن جاراتها يقصدنها نهاية كل موسم دراسي ليخيطون ملابس تقليدية وجلابات وبرانس لأبنائهم ب "الكريدي" حتى لا تضرر حالتهم النفسية، خصوصا وقد جاءتها مرة طفلة يتيمة الأب بفستان والدتها، وطلبت منها أن تجعله لها على مقاسها حتى تحضر حفل نهاية السنة، فما كان منها سوى شراء قماش والسهر ليلا على خياطته حتى تهديه لها صباحا، مضيفة يجب على وزارة التربية التدخل لمنع مثل هذه الظواهر الدخيلة. سناباب: نطالب بتفعيل دور الجمعيات الثقافية في المدارس وحول الموضوع، استنكر الأمين الوطني للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي، محمد حميدات، اشتراط هذا النوع من الثياب على تلاميذ المدارس، واصفا إياه بالإجراء الغير قانوني، فالمدرسة هي التي يتوجب عليها التكفل بالثياب، وطالب المتحدث بتفعيل الجمعيات الثقافية على مستوى المؤسسات التعليمية، كي تقوم باقتطاع مبلغ مالي من الاشتراكات التي يقدمها التلاميذ لجمعية أولياء التلاميذ حتى يعتمد عليها في النشاطات والحفلات ويتم تصميم ثوب خاص للمشاركة، واعتبر حميدات اشتراط لباس تقليدي على التلاميذ خطأ كبير وليس بهذه الطريقة يتم ترسيخ التقاليد بل من خلال تخصيص حصص ودروس تتطرق إليها. من جهته، اعترف رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، بن زينة علي، بوجود الظاهرة وانتشارها، فابنته في الحضانة طلب منها جلب الزي القبائلي، لكن غالبية الأولياء ليس بمقدورهم تأمين لقمة العيش لفلذات أكبادهم، فما بالك باللباس التقليدي لطفل صغير يزداد طوله ووزنه كل شهر؟!، ودعا المتحدث المؤسسات التعليمية لإبرام اتفاقيات مع مراكز التكوين المهني حتى يخيطون لهم ملابس الحفلات المدرسية، ويصبح بذلك الثوب ملكا للمؤسسة، ويجنبون العديد من الأطفال الحرج والحقد على المعلم والمؤسسة وحتى عائلته العاجزة عن شراءه له.