يقدم بعض التلاميذ "فوق العادة" والذين يتمتعون غالبا بالحصانة داخل المؤسسات التربوية التي يتلقون فيها تعليمهم الأولي على الاحتفال بعيد ميلادهم، فيقتنون كعكات عيد ميلاد فاخرة والشموع داخل الأقسام، ليتم الاحتفال وسط زملائهم خلال ساعات الدراسة، وهو الأمر الذي يخلق غالبا نوعا من الحساسية بين تلاميذ القسم الواحد ويتعارض مع نظام المؤسسة التعليمية. تحوّلت بعض المؤسسات التعليمية لقاعات حفلات بعد أن أصبح التلاميذ يتنافسون هذه الأيام على تنظيم حفلات عيد ميلاد فخمة وفاخرة بكعكات ثلاثية الأبعاد "3 دي" وحمل مختلف العصائر والحلويات لفصولهم التعليمية ليتقاسموا فرحتهم بهذه المناسبة الخاصة مع زملائهم، وإن كان بوسع ميسوري الحال والتلاميذ الذين يتمتعون بالحصانة وهم في الغالب من أبناء المديرين والمعلمين وأصحاب النفوذ تنظيم مثل هذه الحفلات المكلفة، فإن أولياء بعض التلاميذ البسطاء لا يملكون الإمكانيات لتنظيم حفلات مماثلة لأبنائهم، وهو ما يوّلد الحساسية والشعور بالنقص داخلهم. تحكي والدة إحدى التلميذات، كانت تنتظر طفلتها أمام مدرسة في شرق العاصمة، أن صغيرتها تدرس في نفس القسم مع ابنة المعلمة وهذه الأخيرة تعامل ابنتها بشكل خاص، وهو ما أشعل نار الغيرة في قلب الطفلة التي لا يتجاوز سنها 8 سنوات، وفي نهاية شهر سبتمبر الماضي، احتفلت ابنة المعلمة بعيد ميلادها داخل القسم، حيث خصصت الفترة المسائية للمناسبة، وهو ما زاد من غيرة الطفلة الصغيرة.. وحول الموضوع، أوضح رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، بن زينة علي، أن احتفال التلاميذ بعيد ميلادهم داخل المدارس موجودة منذ عدة سنوات، وقد تفاقمت في السنوات الأخيرة لأن أغلبية العاملين في قطاع التربية متواطئون، لذا يصعب فضح وكشف مثل هذه التجاوزات، وأردف المتحدث أن القرارات والتعليمات الصارمة التي تصدرها الوزارة لا يتم الالتزام بتطبيقها على أرض الواقع .
واستغرب المتحدث من سماح بعض المعلمين بإقامة حفلات عيد ميلاد على حساب ساعات الدراسة، مما يؤثر على تحصيلهم العلمي، ويخالفه الرأي الأمين العام للنقابة الوطنية المنسقة لأساتذة التعليم الابتدائي "سناباب"، حميدات محمد، والذي يرى أن هذا التصرف جيد ويشعر التلاميذ بأنهم في أسرتهم الثانية وينمي روح التضامن والاتحاد داخلهم، فالاحتفال مع المعلمين داخل القسم يجعلهم أكثر ارتياحا.